وظل رسول الله صلىاللهعليهوآله في تبوك خمسة عشر يوماً تقريباً ولكن جيش الروم تخلف عن المجيء فرجع الرسول صلىاللهعليهوآله إلى مكة (١).
وفي هذه السنة جاءت مجموعة من ثقيف وأعلنت إسلامها بين يدي الرسول صلىاللهعليهوآله (٢) ، وأمر الإمام علياً عليهالسلام بتطهير قبيلة (طي) من دنس الأوثان فحاربهم وانتصر عليهم وأسّر بنت حاتم الطائي وعلى أثر ذلك دخل الإسلام (عدي بن حاتم و ...) (٣).
إنّ فتح مكة ودخول بني ثقيف الإسلام والفراغ من تبوك كانت مؤشرات على عظمة الإسلام وصدق هذا الدين فتوافد كثير من القبائل على الرسول صلىاللهعليهوآله واطلعوا تدريجياً على معارف الإسلام وعظمته فاعتنق بعضهم الإسلام وبعض عقد صلحاً وترك الحرب مع الرسول فسُمي ذلك العام (بعام الوفود) (٤) ، فجاء وفد (بني اسد) إلى الرسول صلىاللهعليهوآله قائلين : «أتيناك قبل أن تُرسل إلينا رسولاً» ووفد (بلى) ، ووفد (زاريين) ، ووفد (بني تميم) (٥).
ووصلت رسائل كثيرة من ملوك وسلاطين (حِمْير) تدل على قبول قدرة وحكومة الإسلام (٦).
وكذلك جاء وفد (بهراء) ووفدُ (بني البكاء) ووفدُ (بني فزارة) ، ووفد (ثعلبة بن منقذ) ، ووفد (سعد بن بكر) (٧).
ونزلت سورة البراءة وقرأها الإمام علي عليهالسلام معلناً البراءة من الشرك وعبادة الأوثان ومنع المشركين من الدخول إلى مكة للحج.
«فأقام الناس الحج وحجت العربُ الكفّار على عادتهم في الجاهلية وعليُ يؤذن ببراءة فنادى يوم الأضحى : لا يحجنَّ بعد العام مُشرِكٌ ولا يَطوفنّ بالبيت عُريانٌ ومن كان
__________________
(١) الكامل ، ج ١ ، ص ٦٣٨.
(٢) المصدر السابق ، ص ٦٤٠.
(٣) المصدر السابق.
(٤) الكامل ، ج ١ ، ص ٦٤١ ؛ وسيرة ابن هشام ، ج ٤ ، ص ٢٠٥.
(٥) الكامل ، ج ١ ، ص ٦٤٢.
(٦) سيرة ابن هشام ، ج ٤ ، ص ٢٣٥.
(٧) الكامل ، ج ١ ، ص ٦٤٤.