و) وجاء في حديث معروف اخر عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إنّ الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي» (١).
وهذا الحديث بالخصوص ملفت للنظر من جهة أنّه اغلق الطريق أمام مختلقي الذرائع الذين يقولون : إنّه (خاتم الأنبياء) وليس (خاتم الرسل).
ز) ننهي هذه الروايات بحديث آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فقد جاء في كتاب (اسد الغابة) : «أنّ (العباس بن عبد المطلب) عم النبي كان يطلب منه صلىاللهعليهوآله أن يأذن له بالهجرة من مكة إلى المدينة حتى يلحق به (حسب بعض الروايات أنّ العباس كان من المؤمنين الذين يكتمون إيمانهم وبقي في مكة باذن من النبي صلىاللهعليهوآله يكتب له أخبار المشركين ويلجأ إليه المسلمون ، وعندما قويت شوكة الإسلام طلب العباس من النبي صلىاللهعليهوآله أن يأذن له بالهجرة ، ولكن النبي صلىاللهعليهوآله قال له : (لا تعجل بهذا الأمر) ، ومتن هذه الرواية يشير إلى هذا الأمر :
«ياعمّ أقم مكانك الذي أنت به فإنّ الله تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة».
ثم جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله في المدينة قبل (فتح مكة) وهاجر ورافقه في فتح مكة ، وبفتح مكة انتهت الهجرة ـ لأنّ هذه المدينة أصبحت بعد فتح مكة دار إسلام وليس دار كفر يهاجر منها إلى المدينة» (٢).
وبناءً على ذلك كان (العباس) هو آخر من هاجر من مكة إلى المدينة إذ بعده فتحت مكة وانتهت الهجرة. وكتب البعض أنّ (العباس) الذي كان في طريق هجرته إلى المدينة مع زوجته وأبنائه التقى بالنبي صلىاللهعليهوآله في أحد المنازل وسط الطريق عندما كان صلىاللهعليهوآله في طريقه لـ (فتح مكة) فانضم إليه وقال له صلىاللهعليهوآله : «وهجرتك آخر الهجرة كما أنّ نبوتي آخر النبوة» (٣).
ويبلغ مجموع الأحاديث التي ذكرت تحت هذه العناوين السبعة التي ذكرنا الآف الأحاديث التي تدل بوضوح كلها على أنّ مسألة خاتمية نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله كانت منذ البداية من المسائل الواضحة والبديهية.
__________________
(١) سنن الترمذي ، ج ٣ ، ص ٣٦٤.
(٢) اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١١٠.
(٣) عيون الاخبار لابن قتيبة ، ج ١ ، ص ٥.