وقصة (شِعب أبي طالب) معروفة إذ تمّ فيها محاصرة المسلمين في ذلك الوادي المقفر لمدة ثلاث سنوات خلال السنة السادسة للبعثة حيث انتهت بموت اطفالهم وحتى بعض كبار السن.
وكذلك قصة الهجرة إلى الحبشة خلال السنة الخامسة للبعثة معروفة أيضاً على أثر تعرُّض المسلمين لضغوط شديدة وتعذيب المشركين لهم.
والعجيب أنّه لم يتعرض المسلمون وحدهم لهذه الضغوط فحسب ، بل جاء في التاريخ أنّهم عقدوا معاهدة على مقاطعة كل بني هاشم وبني عبد المطلب سواء من أسلم منهم أم لم يسلم فلا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم ، وأن لا يشتروا منهم ولا يبيعوهم شيئاً حتى يزداد الضغط على المسلمين.
مع العلم أننا لا نرى في الآيات القرآنية إشارات واضحة حول هذه المسألة ولكن ممّا كان يتواصى به المشركون والكفار والمنافقون مع بعضهم في المدينة نستطيع أن نعرف وضع مكة : (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَاتُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا). (المنافقون / ٧)
إنَّ هذه الضغوط لم تجدِ نفعاً أيضاً ، بل ازداد تعاطف الناس شيئاً فشيئاً مع المسلمين وصار الإسلام أنشودة على كل لسان ، حيث إنّ المسلمين اكتسبوا مظلومية تأثرت بها عواطف مجاميع عظيمة فانجذبوا إليهم.
وأخذت مواجهات الأعداء شكلاً أكثر حدة في :
المرحلة الرابعة : وفيها صمموا على قتل الرسول صلىاللهعليهوآله وإراقة دمهِ ليتخلصوا منه إلى الأبد أو أن يبعدوه عن مكة على اقل تقدير ، ففي (دار الندوة) محل اجتماعهم ومركز مشاوراتهم ، اجتمعوا ووضعوا خطة شيطانية دقيقة للوصول إلى أهدافهم تلك كما يقول القرآن : (وَاذْ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ليُثبِتُوكَ او يَقْتُلُوكَ او يُخرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ). (الانفال / ٣٠)
وكما نعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد أبطل كل خططهم الشيطانية ونجا الرسول