وكالذي ورد في صدد أعمال الكفار وتشبيهها بالرماد في مهب الريح (إبراهيم / ١٨) ، أو تشبيهها بالسراب (النور / ٣٩) ، أو بالظلمات المتراكمة في البحر عند قدوم الليل والسحب تغطي السماء (النور / ٤٠).
وكالذي ورد في صدد أعمال المنافقين وتشبيهها بالشخص التائه في صحراء مقفرة في الليل البهيم ، وقد هزمته صواعق الرعد والبرق وإذا به يرى لحظة واحدة أنّ أشعة البرق قد أضاءت ما حوله وحين يعقد العزم على التحرك في طريقه تعود الظلمة لتغطي كل ما يقع عليه نظره (البقرة / ١٩ و ٢٠).
وكالذي ورد في صدد تمسك عبدة الأصنام باصنامهم العديمة الشعور والقدرة وتشبيهها ببيت العنكبوت (العنكبوت / ٤١).
وما ورد في صدد تشبيه المغتابين بأولئك الذين يأكلون لحوم إخوانهم الموتى (الحجرات / ١٢) ومن ثم ما ورد في صدد الذات المقدّسة لله تعالى بأنّه نور السموات والأرض ، وتشبيه ذلك النور بالمصباح والخواص المتعلقة به المقترن بأنواع الظرافة والروعة (النور / ٣٥).
ويمكن إزاحة الستار في هذا القسم من الفصاحة والبلاغة القرآنية عن موارد اخرى كثيرة يستغرق الكلام عنها وقتاً طويلاً ، وهي بدورها تطلعنا على حياة مليئة بالقيم وأضدادها تواجهنا في حياتنا اليومية وتبين لنا عالماً من المعارف في حلة من الأمثلة البديعة.
* * *