مَضاجِعِهِمْ) [آل عمران : ١٥٤] ، وقوله : (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ) [الأحزاب : ١٦] ، وقوله : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) [الجمعة : ٨] ، وقوله : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء : ٧٨] ، ومثله كثير فى القرآن.
وإن كانت القصة فى الطاعون ، فقد جاء الخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «إذا كنتم فى أرض وفيها وباء فلا تخرجوا فرارا منها». [وإذا لم تكونوا فيها فلا تدخلوها» (١).
ومعناه والله أعلم : أنهم إذا كانوا فيها يخرجوا مخرج الفرار إن تحولوا ،](٢) أو أن الفرار أنجاهم إن لم يكونوا فيها فدخلوا فأصابهم فأماتهم الله ، يظنون أنهم إذا لم يكونوا فيها لم يصبهم ذلك. ففى الوجهين سيان (٣) القضاء. وقد جاء : «أن لا عدوى ولا هامة».
فإن قيل : روى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنه كان إذا مر على حائط مائل أسرع المشى ، (٤) كيف نهى عن الخروج عن أرض فيها وباء وطاعون؟
قيل : إن كل ما كان مخرجه مخرج آية وفيها إهلاكهم فذلك لا يكون إلا بأمر سبق
__________________
(١) أخرجه البخارى (١٠ / ١٨٩) فى الطب ، باب ما يذكر فى الطاعون (٥٧٢٩) ، ومسلم (٤ / ١٧٤٠ ـ ١٧٤٢) فى السلام ، باب الطاعون والطيرة والكهانة (٩٨ / ٩٩ / ٢٢١٩) ، وأبو داود (٢ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤) فى الجنائز ، باب الخروج من الطاعون (٣١٠٣) ، والنسائى فى الكبرى (٤ / ٣٦٢) فى الطب ، باب الخروج من الأرض التى لا تلائمه (٢ / ٧٢٥٥) ، وأحمد (١ / ١٩٤) ، ومالك (٢ / ٨٩٤ ـ ٨٩٦) فى الجامع ، باب ما جاء فى الطاعون (٢٤) عن الزهرى عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ابن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام ...) فذكر حديثا طويلا .. وفيه : فجاء عبد الرحمن بن عوف ، وكان غائبا فى بعض حاجته فقال : إن عندى من هذا علما ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها ، فلا تخرجوا فرارا منه» فحمد عمر ، ثم انصرف.
وأخرجه البخارى (١٠ / ١٩٠) فى الطب ، باب ما يذكر فى الطاعون (٥٧٣٠) ، (١٢ / ٣٦٠) فى الحيل ، باب ما يكره من الاحتيال فى الفرار من الطاعون (٦٩٧٣) ، ومسلم (١٠٠ / ٢٢١٩) ، والنسائى فى الكبرى (٧٥٢١ / ٢) ، ومالك (٢٤) ، وأحمد (١ / ١٩٤) عن الزهرى عن عبد الله ابن عامر عن عبد الرحمن بن عوف به.
وله طرق أخرى عند أحمد (١ / ١٩٢ ، ١٩٤).
ويشهد له حديث أسامة بن زيد رواه البخارى فى الطب (٥٧٢٨) ، وفى الحيل (٦٩٧٤) ، ومسلم فى حديث السلام (٩٢ ـ ٩٧ / ٢٢١٨) ، والنسائى فى الكبرى (٧٥٢٣ ـ ٧٥٢٥) ، ومالك فى الجامع (٢٣) ، وأحمد (٥ / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، ٢٠٩ ، ٢١٠) ، والطبرانى فى الكبير (٢٧٣ ـ ٢٧٧).
(٢) ما بين المعقوفين سقط فى ط.
(٣) فى أ : نسيان.
(٤) أخرجه أحمد (٢ / ٣٥٦) ، وابن حبان فى المجروحين (١ / ١٠٥) ، والعقيلى (١ / ٦١) عن أبى هريرة ، وفى إسناده إبراهيم بن الفضل المخزومى ، وهو متروك.