يحتمل : آمن بنفس المنزل (بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) ، أنه من عند الله وكذلك (وَالْمُؤْمِنُونَ) أيضا آمنوا بما أنزل إليه أنه من عند الله تعالى.
ويحتمل : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) ، أى : آمن الرسول بما فى المنزل إليه ، وكان فيه ما ذكر : (آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) إلى قوله : (وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ، وكذلك «المؤمنون» آمنوا بجميع ما فى المنزل ، وهو ما ذكرنا.
وفيه دليل أن الإيمان بالمنزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم إيمان بجميع الرسل والكتب كلها والملائكة والبعث والجنة والنار.
وفيه دلالة نقض قول من يشك فى إيمانه ويستثنى ؛ لأنه عزوجل شهد لهم بالإيمان ، فلا يخلو الاستثناء : إما أن يكون لشكهم فى إتيان (١) ما أمروا ، أو فى الذى أخبر الله عنه بما كان ، ففيه الويل لهم.
وفيه دلالة نقض قول المعتزلة ؛ لأنه شهد لهم بالإيمان ، وهم نفوا عنهم الاسم (٢) الذى شهد الله لهم بالإيمان به ، وبالذى ذكر ، وكل صاحب كبيرة مؤمن بجميع ما ذكر ، وقد سماهم الله به مؤمنين ، وشهد لهم به. والله الموفق.
فإن قيل : فقد ذكر الطاعة فى آخرها.
قيل : ذكر الطاعة فى الإجابة ، وبتلك الإجابة شهد لهم ؛ فيلزمهم ما شهد الله لهم جل وعلا بما أجابوا. والله أعلم.
وقوله تعالى : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)
ويحتمل : أن يكون هنا خبرا أخبر الله عزوجل عن المؤمنين أنهم قالوا : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) كما فرق اليهود والنصارى.
وقوله تعالى : (... وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا).
يحتمل : (سَمِعْنا) قولك ودعاءك ، و (أَطَعْنا) ، أى : أطعناك فى الإجابة.
ويحتمل : (سَمِعْنا) القرآن ، و (وَأَطَعْنا) ، أى : أطعنا ما فيه. والله أعلم.
وقوله تعالى : (... غُفْرانَكَ رَبَّنا).
أى : اغفر لنا ربنا
(وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
أى : المرجع.
__________________
(١) فى أ : إيتاء.
(٢) فى ب : لأيهم.