وسمّى القرآن مجيدا ؛ كقوله : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) [البروج : ٢١].
وقال بعضهم : الحروف المقطعة هي مفتاح السورة (١).
وقال آخرون : إن كل حرف منها اسم من أسماء الله تعالى (٢).
ومنهم من يقول بأنها من المتشابه التي لا يوقف عليها (٣).
ومنهم من يقول : هو على التشبيب (٤) ؛ إذ من عادة العرب ذلك ، وقد مضى الكلام فيه في قوله : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ) [البقرة : ١ ـ ٢] بما يكفي (٥).
وقوله : (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) :
هو الحيّ بذاته ، وكل حيّ سواه حيّ بحياة هي غيره (٦) ، فإذا كان هو حيّا بذاته لم
__________________
(١) قاله مجاهد بن جبر ، والحسن ، أما قول مجاهد فأخرجه الطبري في تفسيره (١ / ٨٧) (٢٠٥) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (١ / ٢٩) رقم (٥١) وأبو الشيخ بن حيان كما في الدر المنثور للجلال السيوطي (١ / ٥٤) ، وأخرجه عنه أبو جعفر النحاس في معاني القرآن الكريم (١ / ٧٥) ثم قال : وقال أبو عبيدة والأخفش : هي افتتاح كلام. وينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة (١ / ٢٨) ، ومعاني القرآن للأخفش (١ / ١٧٠).
(٢) قال بذلك ابن عباس أخرجه عنه الطبري (١ / ٨٧) ، وابن أبي حاتم (١ / ٢٧) ، وابن المنذر رقم (٤٤) ، وابن مردويه والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات ؛ كما في الدر المنثور (١ / ٥٤). وقال بذلك أيضا عامر الشعبي أخرجه عنه ابن أبي شيبة في تفسيره وعبد بن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور (١ / ٥٤). وكذلك قال به قتادة أخرجه عنه عبد الرزاق وعبد بن حميد كما في الدر المنثور (١ / ٥٤).
(٣) أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ بن حيان في التفسير كما في الدر المنثور للسيوطي (١ / ٥٦) عن داود ابن أبي هند قال : «كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور. قال : يا داود! إن لكل كتاب سرا ، وإن سر هذا القرآن فواتح السور ، فدعها وسل عما بدا لك».
(٤) ليفصل بين المنظوم من الكلام والمنثور من نحو الشعر ونحوه والتشبيب في الأصل : ذكر أيام الشباب واللهو والغزل ، وهو في الشعر يكون في ابتداء القصائد ، وإن لم يكن فيه ذكر الشباب. وفي اللسان : تشبيب الشعر : ترقيق أوله بذكر النساء ، وشبب بالمرأة : قال فيها الغزل والنسيب ، ويتشبب بها : ينسب بها. والتشبيب : النسيب بالنساء ، أي : بذكرهن.
تاج العروس للزبيدي (١٦ / ٩٦) (شبب).
(٥) ينظر : سورة البقرة آية (١).
(٦) الحياة : هي صفة أزلية تقتضي صحة الاتصاف بالعلم والإرادة والقدرة والسمع وغيرها.
وحياته ـ عزوجل ـ لذاته ليست بروح ، وذلك بعكس حياة الحوادث ؛ إذ هي لا لذاتها ، ولذلك كانت بروح الحياة في الحوادث كيفية يلزمها قبول الحركات الإرادية والحس ، وغير ذلك. ودليل وجوبها لله ـ عزوجل ـ اتصافه ـ سبحانه ـ بالإرادة والقدرة والعلم ، ومن كان كذلك وجبت له الحياة.
ولقد استدل العلماء على اتصاف الله ـ سبحانه ـ بالحياة بالآية التي معنا ، وكذلك استدلوا بقوله ـ تعالى ـ : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)[طه : ١١١]
ينظر : حاشية البيجورى على الجوهرة ص (٦١) ، أصول الدين للبزدوى ص (٣٤).