وقوله : (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ) : قيل : الذين أوتوا الكتاب : اليهود (١) والنصارى (٢) ، والأميين (٣) : العرب الذين لا يقرءون الكتاب ، ولا لهم كتاب (٤).
(أَأَسْلَمْتُمْ) أنتم لله ؛ كما أسلمت أنا وجهي لله ، ومن اتبعني.
(فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا) : وأخلصوا وجوههم لله وأعمالهم.
(وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) : أي : فإن أبوا أن يسلموا فليس عليك إلا البلاغ ؛ كقوله ـ [تعالى] ـ (٥) : (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام : ٥٢] ، وكقوله : (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) [الشورى : ٤٨] ، وكقوله : (عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) [الرعد : ٤٠].
وقوله : (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) : هو حرف وعيد.
قيل : (بَصِيرٌ) : غير غافل.
وقيل : بصير بجزاء أعمالهم.
وقيل : بصير بما أسرّوا وأعلنوا ، وفي كل وجه وعد ووعيد (٦).
قال الشيخ ـ رحمهالله ـ في قوله : (فَإِنْ حَاجُّوكَ) : ولم يبين في ما ذا ، فقد يجوز ترك الإخبار عن القصة بوجهين :
أحدهما : بعلم أهله.
__________________
(١) اليهود : اسم أطلق منذ القدم على الشعب الذي هو سليل إبراهيم الخليل من إسحاق ، ويعرفون بالعبرانيين.
وأصل اللفظة : مادة (هود) ، والهود : هو التوبة ، وهاد يهود هودا وتهوّد : بمعنى تاب.
ينظر : لسان العرب (٦ / ٤٧١٨) (هود) ، الملل والنحل للدكتور طلعت محسن ص (٦٩).
(٢) النصارى : هم أتباع عيسى عليهالسلام. يقول ابن القيم عنهم معرفا بهم : المثلثة أمة الضلال أو عباد الصليب الذين سبوا الله الخالق سبة ما سبه إياها أحد من البشر ، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد.
انظر ذلك في : هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم (٢٣٨).
القاموس القويم للقرآن الكريم ، إبراهيم عبد الفتاح (٢ / ٢٧٠).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٢ / ١٥٧) ، (٢٦٩) عن ابن جريج. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٣) وعزاه إلى الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ، لكن الذي في تفسير الطبري (٦ / ٢٨٢) (٦٧٧٥) قول ابن عباس في تفسير : الأميين.
(٤) ينظر : معاني القرآن للزجاج (١ / ٣٩١) وتفسير ابن عباس (٤٤) ، أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٢٨٢) ، (٦٧٧٥) عن ابن عباس ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٣) وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وراجع : السابق.
(٥) سقط من ب.
(٦) ينظر : البحر المحيط (١ / ٤٢٣) ، تفسير الرازي (٧ / ١٨٥) ، وتفسير البغوي (١ / ٢٨٧) ، وتفسير القرطبي (٤ / ٣٠).