وقيل : «الذرية» : الأولاد خاصّة (١) ، يقال : ذرية فلان ، إنما يراد ، أولاده خاصّة ؛ دليله قوله : (هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) [آل عمران : ٣٨]. وقوله : (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ).
واختلف في الآل (٢) ؛ قيل : آل الرجل : المتصلون به.
وقيل : آل الرجل : أتباعه.
وقيل : أقرباؤه.
وروى [أن النبي](٣) صلىاللهعليهوسلم قال : «كلّ تقىّ فهو من آلى» (٤).
وقيل : إن عمران من ولد سليمان بن داود (٥).
وقوله : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً).
لما أخبر ـ عزوجل ـ أنه اصطفى آل عمران واختارهم على سائر العالمين ، وكان أقل ما في صفوته واختياره أن جعلت امرأة عمران ما في بطنها محرّرا.
__________________
(١) راجع هذه الأقوال في : اللباب لابن عادل (٥ / ١٦٦).
(٢) لفظة «آل» : اسم ثلاثي. ومن علماء اللغة من ذهب بأن أصلها الواو ؛ مثل : قال وصال ، ومنهم من قال : إن أصلها الهاء وسهلت. وهذه اللفظة لها معان كثيرة :
فالآل : هو الشخص ، وهو ما تراه أول النهار وآخره مما يشبه السراب وليس هو السراب.
والآل : ما أشرف من البعير ، والخشب وعمد الخيمة ، واسم جبل وأطراف الجبل ونواصيه.
وآل الرجل : أصله وعياله ، وآله : أتباعه وأولياؤه ، وهذه هي المعاني المناسبة لما تكلم فيها الفقهاء والمفسرون.
وأما الآل عند الفقهاء ، فيرى أبو حنيفة وأتباعه أن آل محمد الذين حرمت عليهم الصدقة هم بنو هاشم بن عبد مناف إلا من ورد النص بنفي قرابتهم ، وهاشم لا ولد له إلا من ابنه عبد المطلب ، فمن يعتبرون آل محمد وقرابته في هذا الباب هم آل على وآل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل الحارث من أولاد عبد المطلب ، أما آل أبي لهب بن عبد المطلب فليس من آل محمد ، ولا تحرم عليهم الصدقة وإن كانوا مسلمين.
وما ذهب إليه الحنفية في هذا هو المشهور من مذهب مالك ، وإحدى الروايتين عن أحمد.
وقال الشافعى وابن حزم : إن آل محمد هنا هم بنو هاشم وبنو المطلب فقط. وهو مقابل المشهور من مذهب مالك وإحدى الروايتين عن أحمد.
ينظر : حاشية ابن عابدين (٣ / ٤٣٩) ، بدائع الصنائع (٧ / ٣٤٩) ، الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي (٤ / ٩٣) ، نهاية المحتاج للرملي (٦ / ٨٢) ، حاشية الجمل على المنهج (٤ / ٦٠) ، كشاف القناع للبهوتي (٤ / ٢٤٢).
(٣) في ب : أنه.
(٤) أخرجه الطبراني في الصغير (١ / ١١٥) من حديث أنس ، وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٢٧٢) : رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه نوح بن أبي مريم وهو ضعيف. قلت : بل هو وضاع.
(٥) وهو قول الحسن البصري ووهب بن منبه وينظر البحر المحيط (٢ / ٤٩٣) ، واللباب في علوم الكتاب (٥ / ١٦٥).