والخلاص ، والله أعلم.
وقيل : يتمنون الموت ، أي : يتمنون الشهادة (١) ؛ لما سمعوا لها من عظيم الثواب وجزيل الأجر ، تمنوا أن يكونوا شهداء لله ـ عزوجل ـ أحياء عند ربهم ، والله أعلم.
وقيل : في قوله ـ عزوجل ـ : (تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) : وذلك حين أخبر الله ـ عزوجل ـ عن قتلى بدر ، وما هم فيه من الخير ؛ فتمنوا يوما مثل يوم بدر ؛ فأراهم الله يوم أحد [فانهزموا](٢) ، فعوتبوا على ذلك بقوله : (تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ) ، يعني : يوم أحد (٣).
وقوله : ـ عزوجل ـ : (فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ).
يحتمل [أيضا](٤) وجوها :
يحتمل : فقد رأيتم أسباب الموت وأهواله.
ويحتمل : فقد رأيتم أصحابكم الذين قتلوا بين أيديكم ، على تأويل من صرف قوله ـ عزوجل ـ : (تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) إلى القتال ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ).
يحتمل : (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) إلى الموت ، يعني : إلى موت أصحابكم أو إلى القتال.
ويحتمل : (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) ، أي : تعلمون أنكم كنتم تمنون الموت ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) :
يحتمل هذا وجهين :
يحتمل ـ والله أعلم ـ : أن يقول لهم : إنكم لما آمنتم بمحمّد صلىاللهعليهوسلم قبل أن يبعث لم تؤمنوا به ؛ لأنّه محمّد [رسول الله صلىاللهعليهوسلم](٥) ، ولكن آمنتم بالذي أرسله إليكم ، والمرسل حي ، وإن كان محمد صلىاللهعليهوسلم قتل أو مات على زعمكم ؛ فكيف انقلبتم على أعقابكم؟!.
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٥٠) (٧٩٣٧) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٧٨) (١٥٤٧) عن محمد بن إسحاق ، وذكره الزمخشري في تفسيره (١ / ٤٢١) ، والقرطبي في تفسيره (٤ / ١٤٢).
(٢) سقط من ب.
(٣) أخرجه الطبري عن مجاهد (٧ / ٢٤٨) (٧٩٣٠) ، (٧ / ٢٤٩) (٧٩٣١) ، وعن قتادة (٧ / ٢٤٩) (٧٩٣٢) (٧٩٣٣) ، وعن الربيع بن أنس (٧ / ٢٤٩) (٧٩٣٤) ، وعن السدي (٧ / ٢٥٠) (٧٩٣٦) ، وعن ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٥٧٧) (١٥٣٩) ونسبه إلى هؤلاء جميعا وزاد نسبته إلى محمد بن كعب ، والحسن البصري ، ومقاتل بن حيان. ،
(٤) سقط من ب.
(٥) ما بين المعقوفين سقط من ب.