المستطير فى الأفق» (١).
وروى أنه قال : «الفجر فجران : فجر مستطيل فى السماء ، وفجر مستطير فى الأفق ، هو الذى يحرم الطعام على الصائم ويحل الصلاة» (٢).
وروى أنه قال : «لا يغرنكم أذان بلال (٣) ، فإنه إنما يؤذن بالليل ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم» (٤).
وفى بعض الأخبار قال : «لا يغرنكم أذان بلال عن سحوركم ، فإنه إنما يؤذن بليل» (٥) ، أو كلام نحو هذا.
والأصل فى هذا : أن الله عزوجل جعل حد الصيام من وقت تبين النهار إلى وقت غيبوبة الشمس وأباح من وقت غيبوبة الشمس إلى وقت تبين النهار ، الطعام ، والشراب ، والجماع تخفيفا منه.
وقوله : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ).
وقد اختلف أهل التأويل فى معنى المباشرة :
قيل (٦) : (المباشرة) عنى الله به : الجماع وما دون الجماع ، فإنما نهوا عنها.
__________________
(١) أخرجه مسلم (٢ / ٧٦٩) كتاب الصيام باب بيان أن الدخول فى الصوم يحصل بطلوع الفجر (٤١ / ١٠٩٤) ، وأحمد (٥ / ٧ ، ٩ ، ١٣ ، ١٨) ، وأبو داود (١ / ٧١٦) كتاب الصيام ، باب وقت السحور (٢٣٤٦) ، والترمذى (٢ / ٧٩) كتاب الصوم ، باب ما جاء فى بيان الفجر (٧٠٦) ، والنسائى (٤ / ١٤٨) كتاب الصيام ، باب كيف الفجر ، وابن خزيمة (١٩٢٩) ، والدارقطنى (٢ / ١٦٦ ، ١٦٧) عن سمرة بن جندب بألفاظ متقاربة.
(٢) أخرجه الحاكم (١ / ١٩١) عن جابر بلفظ :
«الفجر فجران ، فأما الفجر الذى يكون كذنب السرحان فلا تحل الصلاة فيه ولا يحرم الطعام ، وأما الذى يذهب مستطيلا فى الأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام».
قال البيهقى : روى موصولا ومرسلا والمرسل أصح.
(٣) هو بلال بن رباح المؤذن مولى أبى بكر ، له كنى شهد بدرا والمشاهد كلها وسكن دمشق. له أربعة وأربعون حديثا ، اتفقا على حديث وانفرد البخارى بحديثين ومسلم بحديث. قال أنس : بلال سابق الحبشة. قال عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. وكان بلال ممن عذب فى الله تعالى. مات سنة عشرين ، عن بضع وستين سنة. ينظر الخلاصة (١ / ١٤٠) (٨٦٥).
(٤) أخرجه البخارى (٢ / ٣١١) كتاب الأذان ، باب الأذان قبل الفجر (٦٢١) ، ومسلم (٢ / ٧٦٨ ـ ٧٦٩) كتاب الصيام ، باب بيان أن الدخول فى الصوم يحصل بطلوع الفجر (٣٩ / ١٠٩٣) عن ابن مسعود بلفظ :
«لا يمنعن أحدكم ـ أو أحدا ـ منكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن أو ينادى ـ بليل ؛ ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم وليس أن يقول الفجر أو الصبح. وقال : بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل ـ حتى يقول هكذا».
(٥) انظر ما تقدم.
(٦) قاله عطاء أخرجه ابن جرير عنه (٣٠٤٥) ، وعن الضحاك (٣٠٤٦ ، ٣٠٤٧ ، ٣٠٤٨) ، والربيع ـ