وقيل (١) : (وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) ، من الرخصة ، والإباحة فى الجماع فى ليلة الصيام ، والأكل بعد النوم وهو كما جاء : «من لم يقبل رخصنا كما يقبل عزائمنا ، فليس منّا» (٢).
وقوله : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ).
ذكر عن عدى بن حاتم (٣) ، أنه قال : كنت أضع خيطين تحت وسادتى بعد نزول هذه الآية : أحدهما أبيض ، والآخر أسود ، فكنت انظر فيه متى ما تبين لى إلى أن أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخبرته ، فقال : «إن وسادك لعريض» (٤) ، يعنى أن الفجر هو المتعرض فى الأفق.
وروى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «لا يغرنكم الفجر المستطيل ، إنما الفجر
__________________
(١) قاله قتادة ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٩٨٧ ، ٢٩٨٨).
(٢) فى الباب عن عبد الله بن عمر : أخرجه أحمد (٢ / ١٠٨) ، وابن حبان فى صحيحه (٦ / ٤٥١) (٢٧٤٢) ، (٨ / ٣٣٣) (٣٥٦٨) ، والبزار (١ / ٤٦٩) (٩٨٨ ، ٩٨٩ ـ كشف الأستار) ، والبيهقى (٣ / ١٤٠) كتاب الصلاة ؛ باب كراهية ترك التقصير والمسح على الخفين وما يكون رخصة رغبة عن السنة.
والخطيب فى تاريخه (١٠ / ٣٤٧) ، والقضاعى فى مسند الشهاب (١٠٧٨) قال الهيثمى فى المجمع (٣ / ١٦٥) :
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، والبزار ، والطبرانى فى الأوسط ، وإسناده حسن ا. ه.
وله شاهد من حديث ابن عباس :
رواه الطبرانى فى الكبير (١١٨٨٠ ، ١١٨٨١) ، وابن حبان فى صحيحه (٢ / ٦٩) (٣٥٤) ، والبزار (٩٩٠ ـ كشف) ، وأبو نعيم فى الحلية (٨ / ٢٧٦).
قال الهيثمى فى المجمع (٣ / ١٦٥) :
رواه الطبرانى فى الكبير ، والبزار ، ورجال البزار ثقات ، وكذلك رجال الطبرانى ا ه.
وللحديث شواهد أخرى يراجع لها مجمع الزوائد (٣ / ١٦٥ ـ ١٦٦).
(٣) عدى بن حاتم بن عبد الله بن سعيد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدى الطائى الجواد ابن الجواد.
وفد فى شعبان سنة سبع ، وروى ستة وستين حديثا ، اتفقا على ستة ، وانفرد البخارى بثلاثة ، ومسلم بحديثين. وعنه هشام بن الحارث وخيثمة بن عبد الرحمن والشعبى وابن سيرين وطائفة. قال ابن سعد : توفى سنة ثمان وستين. ينظر الخلاصة (٢ / ٢٢٣) (٤٨١٠).
(٤) أخرجه البخارى (٩ / ٣٨) كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ ...) (٤٥٠٩ ، ٤٥١٠) ، ومسلم (١ / ٧٦٦) كتاب الصيام ، باب بيان أن الدخول فى الصوم يحصل بطلوع الفجر (٣٣ / ١٠٩٠) ، وأحمد (٤ / ٣٧٧) ، وأبو داود (١ / ٧١٧) ، كتاب الصيام باب وقت السحور (٢٣٤٩) ، والترمذى (٥ / ٨٠) كتاب تفسير القرآن ، باب (من سورة البقرة) (٢٩٧٠ ، ٢٩٧١) ، والنسائى (٤ / ١٤٨) كتاب الصيام ، باب تأويل قول الله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ) ... الآية وابن خزيمة (١٩٢٥ ، ١٩٢٦).