النبي صلىاللهعليهوسلم لما صلى على النجاشى قال أناس (١) من المنافقين : يصلي على حبشى مات في أرض الحبشة؟! فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ ..). الآية (٢).
وعن الحسن قال : لما مات النجاشي ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «استغفروا لأخيكم» قالوا : يا رسول الله ، لذلك العلج؟! فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ ..). الآية ، وقيل : لما صلّى عليه [رسول الله صلىاللهعليهوسلم](٣) ؛ قال المنافقون : صلى على من ليس من أهل دينه ؛ فأنزل الله الآية (٤).
وعن الزهري (٥) عن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم صلى على النجاشي ، فكبّر عليه أربع تكبيرات ، وصففنا في المصلّى خلفه ، وكان مات بالحبشة (٦).
قال : والنوازل على وجهين : من ترك بسببه خيرا وسعة فله فيه فضل ؛ لأنه كان مفتاح الخير ، ومن ترك بسببه ضيقا فعليه فضل لوم ؛ كأنه مفتاح الضيق.
وأمّا الأحكام : فإنه ينظر إلى ما فيه نزل فيشترك فيه الخلق ، ولا يجوز أن يقال : نزل في شأن فلان ؛ إنما أنزل لما في شأن فلان ، لا في شأنه.
وقوله ـ عزوجل ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا)
قيل : على أداء الفرائض والعبادات ، وقيل : اصبروا على البلايا والمصائب والشدائد :
__________________
ـ سنة ٧٨ ه.
ينظر : الخلاصة (١ / ١٥٦) ، سير الأعلام (٣ / ١٨٩) رقم (٣٨).
(١) في ب : ناس.
(٢) أخرجه الطبري (٧ / ٤٩٦) (٨٣٧٦) وقال : ذلك خبر في إسناده نظر.
(٣) سقط من ب.
(٤) أخرجه عبد بن حميد كما في الدر المنثور (٢ / ٢٠٠) ، وأخرجه النسائي في التفسير (١ / ٣٥٦) رقم (١٠٨) ، والبزار (٨٣٢ ـ كشف الأستار) من حديث أنس. ينظر : تذكرة الحفاظ (١ / ١٠٢).
(٥) هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أحد أكابر الحفاظ والفقهاء تابعى من أهل المدينة توفي سنة ١٢٤ ه.
(٦) أخرجه مالك (١ / ٢٢٦) رقم (١٤) ، ومن طريقه أحمد (٢ / ٤٣٨ ، ٤٣٩) والبخاري (٣ / ٥٦٢) : كتاب الجنائز : باب التكبير على الجنازة أربعا (١٣٣٣) ، ومسلم (٢ / ٦٥٦) : كتاب الجنائز : باب في التكبير على الجنازة ، (٦٢ ـ ٩٥) ، وأبو داود (٢ / ٢٣٠) : كتاب الجنائز : باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك ، (٣٢٠٤) ، والنسائي (٤ / ٧٠) : كتاب الجنائز : باب الصفوف على الجنازة ، من طريق ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، وخرج بهم إلى المصلّى ، فصفّ بهم وكبّر عليه أربع تكبيرات.