وقوله : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ).
ويجزيه ؛ [وفيه](١) ترغيب منه فى كل خير.
وقوله : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى).
قيل (٢) : (وَتَزَوَّدُوا) للحج والعمرة ما تكفون به وجوهكم عن المسألة ، ولا تخرجوا بلا زاد لتكونوا عيالا على الناس.
ويحتمل : أن يكون الأمر بالتزود للمعاد ، يدل عليه قوله : (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) ، يقول : إن تقوى الله خير زاد من زاد الدنيا.
وقوله : (وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ).
يحتمل : (وَاتَّقُونِ) ، المعاصى والمناهى وكل فسق.
ويحتمل : على التقديم والتأخير ، كأنه قال : «تزودوا يا أولى الألباب» ، (وَاتَّقُونِ) فى المسألة من الناس.
قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٩٩) فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (٢٠٠) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ (٢٠١) أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا
__________________
ـ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ) حديث (١٨٢٠) ، ومسلم (٢ / ٩٨٣) كتاب الحج : باب فى فضل الحج والعمرة حديث (٤٣٨ / ١٣٥٠) ، والنسائى (٥ / ١١٤) ، كتاب الحج : باب فضل الحج ، والترمذى (٣ / ١٧٦) ، كتاب الحج : باب ما جاء فى ثواب الحج والعمرة حديث (٨١١) ، وابن ماجه (٢ / ٩٦٤ ـ ٩٦٥) كتاب المناسك : باب فضل الحج والعمرة حديث (٢٨٨٩) ، وأحمد (٢ / ٢٤٨ ، ٤١٠ ، ٤٨٤) ، والطيالسى (١ / ٢٠٢ ـ منحة) رقم (٩٧٥) ، والدارمى (٢ / ٣١) كتاب المناسك : باب فى فضل الحج والعمرة ، وأبو يعلى (١١ / ٦١) رقم (٦١٩٨) ، وأبو نعيم فى الحلية (٨ / ٣١٦) ، وابن خزيمة (٤ / ١٣١) رقم (٢٥١٤) ، وابن حبان رقم (٣٧٠٢ ـ الإحسان) ، والبيهقى (٥ / ٦٧) ، كتاب الحج : باب لا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج ، والخطيب فى تاريخ بغداد (١١ / ٢٢٢) ، والحميدى (٢ / ٤٤٠) رقم (١٠٠٤) ، والبغوى فى شرح السنة (٤ / ٤) كلهم من طريق أبى حازم عن أبى هريرة مرفوعا.
وقال الترمذى : حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح.
(١) سقط فى أ.
(٢) قاله ابن عباس ، أخرجه ابن جرير عنه (٣٧٥٢) ، ومن طريق أخرى أخرجه البخارى (١٥٢٣) ، وعبد ابن حميد وأبو داود ، والنسائى وابن المنذر وابن حبان والبيهقى كما فى الدر المنثور (١ / ٣٩٨).