وقع في البئر أو من فوق حائط ، ويقال : رديته ، أي : ألبسته الرداء ، وارتديت : أي : لبست الرداء ، وترديت : مثله.
وقوله : (أَتَوَكَّؤُا) ، أي : أستعين بها على المشي.
وقوله : (وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) ، أي : أضرب الشجرة حتى تنثر ورقها فتأكله غنمه ، والهش : الكريم ، والبشّ : من البشاشة ، قال : والمآرب : الحوائج ، والأرب ـ أيضا ـ : الحاجة ، والآراب جمع ، ويقال : أربت الشيء : قسمته ، وجعلته إربا أقساما : أي : جزأته أجزاء.
وفي قوله : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى. قالَ هِيَ عَصايَ) دلالة أن الإنسان إذا استخبر عن شيء ، فإن عليه أن يخبر المستخبر عما يستخبر على الإجابة له ، ولو كان يعلم أن المستخبر له عن ذلك عالم بذلك ؛ لأن موسى كان يعلم أن ربّه كان أعلم بما في يده منه ، ولم يقل له حين استخبر عما في يده : إنك أنت أعلم به مني ، ولكنه قال : هي عصاي إجابة له وتعظيما لأمره ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى) ، وقال في آية أخرى : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) [النمل : ١٢] ، وكأن في هذا تفسير الأوّل.
وقوله : (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) : قال عامة أهل التأويل : (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) ، أي : من غير برص ، كأنهم ذهبوا إلى أن البياض في الإنسان إذا اشتد به حتى يغلف سائر بدنه لا يكون إلا بالبرص ؛ لذلك قال : (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) أي : من غير برص بك (آيَةً أُخْرى) سوى آية العصا.
وجائز أن يكون (بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) أي : من غير آفة وعيب بك وأذى ؛ لأنّ التغيّر إذا وقع في بعض بدن الإنسان لا يكون إلا بعيب وآفة تحل به ، فبين أن ذلك البياض ليس لآفة بك ، ولا عيب في بدنك ، ولا فيه أذى ، ولكن آية ليريها منها ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى).
قال قائلون : الآية في اليد أكبر من الآية في العصا ؛ لأن سحر أولئك كان في العصا.
[وقال قائلون :] آية العصا أكبر من آية اليد ؛ لأن أولئك كانوا أهل بصر وعلم في السحر في العصا ، فخروج عصا موسى عما احتمل وسعهم وما لهم فيه بصر وعلم ، يدلّ على أن ما أتى موسى ليس هو بسحر ، ولكن آية من الله ؛ لأن فضل بصر الرجل وعلمه في شيء إنما يظهر بمجاوزته في ذلك عن أهل بصر في ذلك النوع وعلم ، لا يظهر ذلك على أهل الجهل في ذلك ، فعلى ذلك أمر عصا موسى.