المفردات :
(يا) صوت يهتف به المنادى ، ويكون لنداء البعيد أو الساهي أو الغافل لعظم المأمور به بعد النداء ، والظاهر أنها استعملت هنا لهذا (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) : أطيعوه. (فِراشاً) الفراش : ما يفرشه الإنسان ، والمراد أنه مهدها للإقامة عليها. (بِناءً) : مبنية محكمة. (أَنْداداً) : جمع ندّ وهو النظير. (شُهَداءَكُمْ) : جمع شهيد ، وهو من يحضر معكم من الرؤساء ، أو من يشهد لكم يوم القيامة.
المناسبة :
لما ذكر الله ـ سبحانه ـ القرآن وصفته ، وبين أن الناس مع القرآن ثلاثة أنواع : فمنهم المؤمن ، والكافر ، والمنافق ، خاطبهم جميعا بوصف عام يأنسون به ليكون ذلك أدعى للامتثال ؛ ولما أثبت الوحدانية لله. ثنى ببيان إعجاز القرآن وفي ذلك إثبات صدق الرسول.
المعنى :
لقد أمر الله الناس بعبادته ، والإقرار له بالربوبية والوحدانية ، ونبذ الأصنام وما كانوا يعبدون ، لأنه الرب الذي خلقهم ، وخلق آباءهم من قبل ؛ فلا يليق بهم أن يتخذوا أندادا له.
ففي عبادتهم لله وحده تتحقق تقواهم التي يحبها الله لهم ، إذ هو الذي جعل لهم الأرض ممهدة للإقامة عليها مع تحريكها ودورانها ، وجعل السماء كالقبة تظلهم بالخير والبركة.
وهي كالبناء المحكم مع ما فيها من عوالم الأفلاك والأجرام لا يسقط منها جزء ولا يختل لها نظام ، وأنزل من السماء ماء مباركا طيبا ينبت لنا به الكلأ والزرع.
ألست ترى معى أن الله وصف نفسه بما يدل على انفراده بالربوبية؟ فصفة الخلق والتكوين ، والرزق ، من الصفات المسلّم بأنها له وحده.