اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٨٣) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (١٨٤)
المفردات :
(سَيُطَوَّقُونَ) : إما من الطاقة ، فالمعنى : سيكلفون ذلك يوم القيامة. (وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ) (١) أو : من الطوق ، فالمعنى سيلزمون إثمه في الآخرة كما يلزم الطوق الرقبة فلا يجدون عنه مصرفا. (مِيراثُ) : ما يتوارثه أهلهما من مال وغيره. (سَنَكْتُبُ ما قالُوا) : سنسجل ما قالوه ، والمراد : إننا سنعاقبهم عليه. (ذُوقُوا) : أصل الذوق : إدراك المطعومات بالفم ، ثم أريد به هنا إدراك المحسوسات مطلقا. (الْحَرِيقِ) : المحرق والمؤلم ، والمراد : عذاب هو المحرق والمؤلم. (عَهِدَ إِلَيْنا) : أمرنا به في التوراة. القربان : ما يتقرب به إلى الله. (الزُّبُرِ) : جمع زبور ، وهو الكتاب. (الْمُنِيرِ) الذي ينير الطريق ، والمراد الإنجيل.
كان ما مضى من التحريض على بذل النفس في الحرب وجزاء الاستشهاد ، وهنا علاج لمرض من أخطر الأمراض وهو البخل ، إذ حياة الأمم متوقفة على بذل النفس والمال. وإلى هنا انتهى الكلام عن غزوة أحد وما يتعلق بها.
المعنى :
ولا يظن أحد أن بخل الذين يبخلون بما حباهم الله من فضله خير لهم كما يتوهمون أن كنز المال ينفع في الملمات وأن الجود يفقر ، والإقدام قتّال ، لا : بل هو شر مستطير
__________________
(١) سورة القلم آية ٤٢.