أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٩٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)
المفردات :
(لا يَغُرَّنَّكَ) الغرة : غفلة في اليقظة ، يقال : غرّنى ظاهره ، أى : قبلته في غفلة عن امتحانه. (تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا) : تصرفهم في التجارة والمكاسب. (مَتاعٌ) المتاع : ما يتمتع به صاحبه ، ووصف بالقلة لأنه قصير الأمد زائل ؛ وكل زائل قليل. (جَهَنَّمُ) : اسم للدار التي يجازى فيها الكافرون في الآخرة. (الْمِهادُ) : المكان الممهد الموطأ كالفراش ، والمراد به جهنم ؛ وسميت بذلك تهكما. (نُزُلاً) النزل : ما أعد للضيف من الزاد وغيره. الأبرار : جمع بار ، وهو : التقى المبالغ في التقوى. (خاشِعِينَ) الخشوع : الخضوع. (اصْبِرُوا) : احبسوا أنفسكم على امتثال الدين وتكاليفه وعن الجزع مما ينالكم. (وَصابِرُوا) : أسبقوا الكفار في الصبر على الشدائد في الحرب. (وَرابِطُوا) أقيموا في الثغور وحصنوها. (تُفْلِحُونَ) الفلاح : الفوز.
المناسبة :
قال الإمام الرازي : «اعلم أنه ـ تعالى ـ لما وعد المؤمنين بالثواب العظيم وكانوا في الدنيا في نهاية الفقر والشدة ، والكفار كانوا في النعيم ذكر الله ـ تعالى ـ في هذه الآية ما يسليهم ويصبرهم على تلك الشدائد ، وذلك ببيان جزاء كل في الآخرة ، وأما الدنيا