المفردات :
(سُكارى) : جمع سكران وهو من الخمر. (جُنُباً) : من أصابته الجنابة كإنزال المنى أو الجماع. (الْغائِطِ) : المكان المطمئن من الأرض كان بقصد قديما لقضاء الحاجة فجعل كناية عنها (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) : كناية عن الجماع ، وحقيقته : اللمس المشترك من الجانبين ، (فَتَيَمَّمُوا) أى : اقصدوا. (صَعِيداً) : وجها طاهرا للأرض (عَفُوًّا) : ذو العفو ، وهو محو السيئة من أساسها. (غَفُوراً) : ذا المغفرة ، وهي ستر الذنب وقد يبقى أثره.
سبب النزول :
روى أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا ودعا نفرا من الصحابة حين كانت الخمر مباحة فأكلوا وشربوا ، فلما ثملوا وجاء وقت صلاة المغرب قدموا أحدهم للصلاة فقرأ : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون ، فنزلت الآية فحرموا الخمر وقت الصلاة ، وكانوا يشربونها ليلا حتى نزلت آية التحريم الكبرى.
وروى أن السيدة عائشة كانت في سفر ففقدت عقدها فنزل النبي صلىاللهعليهوسلم يلتمسه والناس حوله وليسوا على ماء. فنزلت الآية وصلوا بالتيمم. وقد جاء أسيد بن الحضير إلى مضرب عائشة وجعل يقول : ما أكثر بركتكم يا آل أبى بكر. ما نزل بك يا عائشة أمر تكرهينه إلا جعل الله تعالى فيه للمسلمين فرجا ، والظاهر أن صدر الآية نزل لحادثة الخمر وعجزها في حادثة السفر.
المعنى :
لما نهى الله ـ سبحانه ـ فيما مضى عن الشرك وارتكاب الكبائر نهى هنا عما يؤدى إليه وهو السكر. يا أيها الذين آمنوا : احذروا أن يكون السكر وصفا لكم عند حضور الصلاة والقيام لها ، فتصلوا وأنتم سكارى ، وامتثال النهى يكون بترك السكر وقت الصلاة وفيما يقرب منها ، والخطاب في الآية موجه للمؤمنين قبل السكر ليجتنبوه.