المفردات :
(الْأَماناتِ) : جمع أمانة ، وهي : ما يؤتمن عليها الشخص وتعم جميع الحقوق المتعلقة بذمته من حقوق لله أو للناس أو لنفسه. (بِالْعَدْلِ) : التساوي في الشيء والمراد به إيصال الحقوق إلى أربابها من أقرب الطرق. (تَأْوِيلاً) التأويل : بيان المآل والعاقبة.
سبب النزول :
روى أنها نزلت في عثمان بن طلحة بن عبد الدار ، وكان سادان الكعبة وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين دخل مكة يوم الفتح أغلق عثمان بن طلحة الكعبة وصعد إلى السطح ، وأبى أن يدفع المفتاح إليه وقال : لو علمت أنك رسول الله لم أمنعه ، فأخذه علي بن أبى طالب بالقوة ، وفتح الباب ودخل رسول الله وصلّى ركعتين ، فلما خرج سأله عمه العباس أن يعطيه المفتاح ويجمع له السقاية والسدانة فنزلت ، فأمر النبي عليًّا أن يرده إلى عثمان ويعتذر إليه ... هذا ما روى في سبب النزول : ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وعلى ذلك فهو أمر عام لكل مسلم في كل أمانة في ذمته أو تحت يده ، سواء كانت عامة للأمة أو خاصة للفرد.
وهذا رد على اليهود ـ الذين قالوا للكفار : أنتم أهدى من المؤمنين سبيلا ـ ببيان أسس الحكومة الإسلامية الصحيحة الموافقة للقرآن الكريم.
المعنى :
الأمانة كلمة عامة جامعة تشمل أمانة العبد مع ربه ، بمعنى أن الله عاهده على الامتثال للأوامر واجتناب النواهي. وأمانته مع الناس بأن يرد ودائعهم ويحفظ حقوقهم ، وغيبتهم ، وسرهم ، ولا يغشهم ، ويطيع الله فيهم ، وإن كان حاكما فالشعب أمانة في عنقه واجب عليه أن يحكم فيهم بما أنزل الله ، وأن يتقى الله فيهم بامتثال أمره والاهتداء بسنة المصطفى فلا يسند أمرا لغير أهله ولا يضيع حقا ، ولا يغش مسلما ، ولا يقبل رشوة ، ولا يأكل أموال الناس بالباطل ، ولا يدخر وسعا في السهر على المصلحة ، والإرعاء على الخلق ، وأن يعامل غيره بما يجب أن يعامله به لو كان محكوما.