المفردات :
(لِلْخائِنِينَ) : الذين يخونون أنفسهم بارتكاب المعاصي. (وَلا تُجادِلْ) المجادلة : أشد أنواع المخاصمة. (خَوَّاناً أَثِيماً) : مبالغا في الخيانة وركوب الآثام. (يَسْتَخْفُونَ) : يستترون من الناس حياء وخوفا. (يُبَيِّتُونَ) : يدبرون ، والأكثر أن يكون هذا ليلا. (وَكِيلاً) : حفيظا يوكل إليه الأمر في الحفظ والحماية. (خَطِيئَةً) : ذنبا بلا قصد ، والإثم : الذنب المقصود. (يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) : يقذفه به ويسنده إليه. (بُهْتاناً) : كذبا يبهت الغير ويجعله يتحير عند سماعه.
سبب النزول :
روى أن طعمة بن أبيرق أحد بنى ظفر من الأنصار سرق درعا ـ من جار له ـ في جراب دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه ، وخبأها عند زيد بن السمين من اليهود ، فالتمسوا الدرع عند طعمة فلم يجدوها وحلف بالله ما أخذها ، فساروا في أثر الدقيق حتى انتهوا إلى منزل اليهودي فأخذوها ، فقال : دفعها إلىّ طعمة ، وشهد له ناس من اليهود بذلك ولكن طعمة أنكر ذلك ، فقالت بنو ظفر : انطلقوا بنا إلى رسول الله ، فسألوه أن يجادل عن صاحبهم ، وقالوا : إن لم تفعل هلك وافتضح وبرىء اليهودي فهم النبي صلىاللهعليهوسلم أن يفعل وأن يعاقب اليهودي ، فنزلت. وروى أن طعمة هرب إلى مكة وارتد ، وقد سقط عليه حائط في سرقة فمات.
المعنى :
أراد الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يأمر رسوله بإقامة العدل والحكم بما أنزل الله ، والرسول صلىاللهعليهوسلم في المكان الذي نعرفه ، فما بال الناس والحكام غيره؟! إنا أنزلنا إليك يا محمد القرآن هاديا إلى صراط الله العزيز الحكيم ، وهو الحق من عنده ، والحق في خيره وطلبه وحكمه ، أنزله لتحكم بين الناس بما علمك الله وأرشدك إليه ، فاحكم بين الناس به ، ولا تكن لمن خان نفسه وغيّر ضميره مخاصما ومدافعا تدافع عنه وترد من طالبه بالحق.