المفردات :
(لا تَغْلُوا) الغلو : مجاوزة الحد من جهة التفريط أو الإفراط. (وَكَلِمَتُهُ) المراد أنه حدث بكلمة (كن) التكوينية لا بمادة أخرى كغيره من الناس. (وَرُوحٌ) وجد بنفخ من روح الله وهو جبريل. (يَسْتَنْكِفَ) الاستنكاف : الامتناع عن الشيء أنفة وكبرا. الاستكبار : أن يجعل الإنسان نفسه كبيرة غرورا منه وإعجابا بها.
المناسبة :
بعد أن حاج اليهود وألزمهم كلمة التقوى والطريقة المثلى ، أردف ذلك بمحاجة النصارى ، وألزمهم جميعا الرأى الوسط في عيسى ابن مريم.
المعنى :
يا أهل الكتاب لا تكونوا مغالين في الدين ومجاوزين الحدود فيه ، فلا تكفروا بعيسى وتبهتوا أمه ، وتحقروه وتهينوه كما فعلت اليهود ، ولا تعظموه وتقدسوه حتى تجعلوه إلها أو ابن الإله كما فعلت النصارى ، ولا تقولوا على الله إلا القول الحق الثابت بالنقل المتواتر ، الذي يستحيل معه الكذب ، أو المؤيد بالحجج الدامغة ، أما القول بالحلول واتخاذ الصاحبة والولد فكذب وبهتان وخرافة ووثنية ؛ وموسى وعيسى والأنبياء جميعا برآء منها.
إنما المسيح عيسى ابن مريم البتول الطاهرة الصديقة النقية التي أنبتها الله نباتا حسنا ، وكفلها زكريا الرجل الصالح والتي برأها القرآن الكريم.
إنما المسيح عيسى رسول الله إلى بنى إسرائيل ، أمرهم بالمعروف ، ونهاهم عن المنكر ، وأمرهم بعبادة الله وحده ، ونهاهم عن الكفر به والشرك والتثليث وزهدهم في الدنيا ، وحثهم على التقوى ، وبشرهم بخاتم النبيين والمرسلين (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ...) [سورة الصف آية ٦].