شعر الرأس إلى منتهى اللحيين ، وعرضا ما بين الأذنين. (الْمَرافِقِ) : جمع مرفق ، وهو أعلى الذراع وأسفل العضد. (الْكَعْبَيْنِ) : العظمين الناتئين عند اتصال الساق بالقدم من الجانبيين. (جُنُباً) أى : أصابتكم جنابة بمجامعة النساء ، أو إنزال المنى. (بِذاتِ الصُّدُورِ) : بصاحبة الصدور ، والمراد بها : السر الذي لم يبارح الصدور.
المناسبة :
بعد أن بين الله ـ سبحانه وتعالى ـ عهوده الخاصة بالحلال والحرام في الطعام والنكاح ، أخذ يبين ما يقتضيه هذا من الشكر لله والصلاة ، ومفتاحها الوضوء والغسل والتيمم ، وختم الآية ببيان الحكمة في الطهارة وتذكيرنا بالعهود والمواثيق التي التزمناها ، روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «مفتاح الجنة الصلاة ، ومفتاح الصلاة الطهور».
المعنى :
يا أيها الذين آمنوا : إذا أردتم القيام إلى الصلاة وأنتم محدثون وهذا التقيد بالحدث أتى من السنة الشريفة ، فعليكم بالوضوء ، فالوضوء واجب عند كل صلاة على المحدث حدثنا أصغر ، وإنما يستحب على غير المحدث عند كل صلاة. فقد روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ» وروى البخاري عن عمر ابن عامر الأنصارى : سمعت أنس بن مالك يقول : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يتوضأ عند كل صلاة ، قال : قلت : فأنتم كيف تصنعون؟ قال : كنا نصلى الصلوات بوضوء واحد ولم نحدث».
فرائض الوضوء :
إذا أردتم القيام إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ، واغسلوا أيديكم إلى المرافق ، فالمرافق تغسل من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، وامسحوا برءوسكم ، امسحوا ولو شعرة واحدة عند الشافعى ـ رضى الله عنه ـ وربع الرأس عند الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان ، وعلى كل الرأس عند مالك للاحتياط وقد فعل النبي صلىاللهعليهوسلم