هذا كله ، والآية تحتمل كل هذا. إذ الباء في قوله تعالى : (بِرُؤُسِكُمْ) هل هي للإلصاق أو للتبعيض أو زائدة صلة؟؟ ولا تنس أن خلافهم رحمة ، ومن هنا كانت دراسة الأزهر للغة دراسة حرفية أمرا واجبا حتى يتسنى استخلاص الأحكام أو فهمها فهما صحيحا! (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) أى : واغسلوا أرجلكم إلى الكعبين ، وهما داخلان كالمرفقين. ومن فرائض الوضوء النية عند الشافعى ، واستدل بقوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ) وبحديث «إنما الأعمال بالنيات» والترتيب كذلك لقوله صلىاللهعليهوسلم : «أبدأ بما بدأ الله به» وتوسط مسح الرأس بين غسل اليدين والرجلين يدل على الترتيب ، وعلى ذلك فتكون فروض الوضوء : النية ، وغسل الوجه ، وغسل اليدين ، ومسح بعض الرأس ، وغسل الرجلين ، والترتيب ، وله سنن كثيرة مذكورة في كتب الفقه.
روى الترمذي وغيره عن بعض الصحابة قال : رأيت عليا توضأ فغسل كفيه حتى أنقاهما ، ثم مضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وذراعه ثلاثا ، ومسح رأسه مرة ثم غسل قدميه إلى الكعبين ثم قال : «أحببت أن أريكم كيف كان طهور رسول الله صلىاللهعليهوسلم» أى : وضوءه.
وفي هذا الحديث فروض الوضوء وبعض السنن ، وصح أن النبي صلىاللهعليهوسلم توضأ مرة مرة ، ومرتين مرتين ، وأما التثليث فهو السنة التي جرى عليها العمل في الكثير.
نواقض الوضوء :
ما خرج من السبيلين ، النوم على غير هيئة المتمكن ، وتلاقى بشرتي ذكر وأنثى ، وعند الأحناف : اللمس لا ينقض مطلقا ، وقيل : بالشهوة ينقض فقط ، وعند الإمام مالك : اللمس ينقض إذا كان بشهوة مقصودة أو وجدها بدون قصد ، فإن لم يقصد اللذة ولم يجدها ، فلا ينتقض وضوؤه ، ومس فرج الآدمي بباطن الكف ، وخالف بعضهم في هذا ، وليست نواقض الوضوء في الآية ولكن تعميما للفائدة ذكرت ، وعلى العموم فللوضوء أحكام كثيرة في كتب الفقه.