فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣) وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١٤)
المفردات :
(نَقِيباً) نقيب القوم : كبيرهم الذي يعنى بهم وبمصالحهم ويعرف دخائلهم وهو الضامن لهم. (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) : نصرتموهم ومنعتموهم من الأعداء. (لَعَنَّاهُمْ) : طردناهم من رحمتنا. (قاسِيَةً) : شديدة مغلقة لا تقبل خيرا. (خائِنَةٍ) أى : خيانة ، أو نفس خائنة. (فَأَغْرَيْنا) : ألزمهم وألصقنا بهم.
المناسبة :
بعد أن أمرنا بالوفاء بالعهود وذكرنا بموجب هذا الوفاء من إحلال الحلال وتحريم الحرام ، وتبصيرنا بالاستعداد للصلاة وإقامة الشهادة بالعدل ، وقد ذكرنا بنعمه والمواثيق التي أخذها علينا. بعد هذا كله أخذ يعرض لنا حال أهل الكتاب وقد نقضوا الميثاق. وكيف كان جزاؤهم في الدنيا والآخرة ، لعل المسلمين يتعظون بمن سبقهم من الأمم.
روى أنه لما نجا بنو إسرائيل من فرعون وصحبه ، أمرهم الله بالسير إلى بيت المقدس وكان يسكنها الكنعانيون الجبابرة ، وقال لهم : إنى جعلتها لكم وطنا ، فاخرجوا إليها وجاهدوا من فيها ، وإنى ناصركم ، وأمر نبيه موسى ـ عليهالسلام ـ أن يأخذ من كل سبط نقيبا يكون كفيلا بتنفيذ ما أمروا به ، فاختار النقباء ، وأخذ الميثاق على بنى إسرائيل وتكفل النقباء بما طلب وسار بهم فلما دنا من بيت المقدس بعث النقباء يتحسسون الأخبار ، فرأوا أجساما قوية ، وشوكة وقوة ، فهابوهم ورجعوا وحدثوا