وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٦٩) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠)
المفردات :
(يَخُوضُونَ) أصل الخوض : الدخول في الماء ، ثم استعمل في غمرات الأشياء ، أى : اتجاهها ؛ تشبيها لها بغمرات الماء ، والمراد : الاندفاع في الحديث والاسترسال فيه والدخول في الباطل مع أهله. (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) : انصرف عنهم. (الذِّكْرى) : التذكر. (وَلكِنْ ذِكْرى) المراد : تذكيرا. (تُبْسَلَ نَفْسٌ) البسل : حبس الشيء ومنعه بالقوة ، ومنه أسد باسل ، وشجاع باسل ، أى : يحمى نفسه ويمنعها ، المراد : حبسهم في النار ومنعهم من الثواب.
روى عن سعيد بن جبير أن هذه الآية نزلت في المشركين المستهزئين بالقرآن والنبي صلىاللهعليهوسلم.
المعنى :
وإذا رأيت يا محمد وكذا كل مسلم الذين يخوضون في آياتنا بالتكذيب والاستهزاء فأعرض عنهم ، ولا تجالسهم حتى يخوضوا في غير حديث الكفر والاستهزاء ومثلهم من يخوضون في القرآن بتأويله تأويلا يوافق أهواءهم واتجاههم ، لا تجالسهم وابتعد عنهم ،