وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)
المفردات :
(تَعالَوْا) : أقبلوا ، والأصل أن يقوله من كان في مكان عال لمن هو أسفل منه ، ثم كثر واتسع فيه حتى عم. (أَتْلُ) : أقرأ. (إِمْلاقٍ) : فقر. (الْفَواحِشَ) : ما عظم جرمه وذنبه ، كالكبائر أو الخطيئة التي بلغت الغاية في الفحش. (أَشُدَّهُ) : كمال رجولته ، وتمام حنكته ومعرفته.
المعنى :
لما بيّن الله ـ سبحانه وتعالى ـ فساد رأى المشركين فيما أحلوا وحرموا ، وبين المحرمات شرعا ـ بالإجمال ـ في الطعام ، أخذ في هذه الآية يبين أصول الفضائل ، وأنواع البر ، وأصول المحرمات والكبائر ، ليعلم الناس أسس هذا الدين؟ وكيف دعا إلى الخير والبر ، من أربعة عشر قرنا؟ في وقت سادت فيه الجاهلية الجهلاء ، والضلالة العمياء!! أليست هذه الآيات من دلائل الإعجاز وعلامات صدق النبي صلىاللهعليهوسلم؟
قل لهم : أقبلوا علىّ واحضروا ، أقرأ عليكم الذي حرمه ربكم لتجتنبوه وتتمسكوا بضده ، أقبلوا على أيها القوم. لتروا ما حرّم عليكم من ربكم ، الذي له وحده حق التشريع والتحليل والتحريم ، وأنا رسوله ومبلغ عنه فقط ، تقدموا واقرءوا حقا يقينا لا شك فيه ، كما أوحى إلىّ ربي ، لا ظنّا ولا كذبا ـ كما زعمتم ـ وها هي ذي الوصايا العشر : خمس بصيغة النهى ، وخمس بصيغة الأمر.
١ ـ الإيمان بالله وعدم الإشراك به أساس الإسلام ولبه ، ودعامته وروحه ، ولذا بدأ به : ألا تشركوا بالله شيئا من مخلوقاته ، وإن عظم في الخلق والشكل كالشمس والقمر ، أو في المكانة كالملائكة والنبيين ، فالكل ـ مهما كان ـ مخلوق مسخر له تعالى : (إِنْ