المفردات :
(المص) : هذه حروف تكتب كأنها كلمة ، وعند القراءة تقرأ هكذا : ألف. لام. ميم. صاد ، وهي كغيرها مما افتتح به ، كسورة البقرة وآل عمران. (حَرَجٌ) : ضيق وألم. (وَذِكْرى) : تذكر نافع وموعظة حسنة. كم : كلمة وضعت للتكثير. (قَرْيَةٍ) : هي مكان اجتماع الناس ، وقيل تطلق على الناس أنفسهم. (بَياتاً) : ليلا ، والمراد الإغارة على العدو ليلا ، والإيقاع به على غرة. (بَأْسُنا) : عذابنا وهلاكنا. (قائِلُونَ) : من القيلولة ، وهي : استراحة وسط النهار ، والمراد : نائمون في الظهيرة. (دَعْواهُمْ) : دعاؤهم وقولهم. (فَلَنَقُصَّنَ) القص : تتبع الأثر بالعمل أو القول.
المعنى :
هكذا يبدأ الله ـ سبحانه وتعالى ـ السور التي فيها إثبات الوحدانية والبعث ، والنبوة والوحى ، بهذا البدء العجيب لمعنى ، الله أعلم به ، وهو سر بين الله ورسوله أشبه شيء بالشفرة في العصر الحديث.
هذا كتاب عظيم الشأن ، جليل الخطر ، أنزل إليك يا محمد من عند ربك ، فيه ما فيه من الخير والهداية ، لتبشر به وتنذر ، ولكن ستلقى إيذاء وشدة ، ومقاومة وطعنا ، وإعراضا وصدّا ، وتلك أمور يضيق لها الصدر ، وتحتاج إلى أعلى نوع في الصبر ، وإذا كان الأمر كذلك فلا يكن في صدرك حرج من الإنذار به ومن تبليغه : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) وعليك بالصبر والمثابرة : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) والمراد بهذا النهى الاجتهاد : في مقاومة الشدائد ، والتسلي عنها بوعد الله ، والتأسى بالرسل أولى العزم السابقين.
كتاب أنزل إليك لتنذر به الناس أجمعين ، وتذكر به القوم الذين قدر لهم أن يكونوا مؤمنين ، تذكرهم ذكرى نافعة مؤثرة.
قل لهم يا أيها الرسول : اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم وخالقكم ، ومتولى شئونكم بالعناية والرعاية ، فإنه لا ينزل عليكم إلا الخير والسداد ، والهدى والرشاد ، ولا تتبعوا