يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا)؟. [سورة الأنعام آية ١٣٠] (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة الحجر الآيتان ٩٢ و ٩٣].
ومنها موقف لا يسأل فيه أحد عن ذنبه : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) [سورة الرحمن آية ٣٩].
والله ـ سبحانه وتعالى ـ كما يسأل الناس يسأل الأنبياء والمرسلين : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ) يسألهم عن تبليغهم الدعوة وعن إجابة أقوامهم لهم.
فلنقصن عليهم جميعا كل ما وقع وحصل للرسل منهم ، وما حصل من الناس لهم ، فلنقصن عليهم بعلم وإحاطة ، إذ لا يعزب عنه مثقال ذرة ، وإن تكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله ، إن الله لطيف خبير (وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) وما كان الحق ـ جل شأنه ـ غائبا في وقت من الأوقات ، وفي هذا إشارة إلى أن السؤال لم يكن عن جهل أو خفاء ، بل عن علم وبينة وحضور ، ولكنه للتوبيخ والتأنيب.
والوزن الحق والقسطاس العدل يومئذ ، يوم تعرف الحقائق وتكشف الستائر ويحصّل ما في الصدور ، وتبرز الأعمال كالغرض للسهام ، فمن ثقلت موازينه وكثرت حسناته عن سيئاته فأولئك هم أصحاب الجنة وأولئك هم المفلحون.
ومن خفت موازينه وكثرت سيئاته عن حسناته فأولئك هم أصحاب النار ، الذين خسروا أنفسهم واشتروا الضلالة بالهدى وأحبوا العمى والكفر ، عن الرشاد والخير.
والخلاصة : أن المؤمن وإن عصى يدخل الجنة بعد ما يأخذ عذابه على سيئاته ، والكافر الذي كذب بالآيات والرسل مهما فعل مأواه جهنم وبئس القرار.
وهل هناك ميزان حقيقة؟ ورد بذلك آثار كثيرة ، أو هذا كناية عن تمام العلم والعدل والإحاطة والقدرة.
والأولى عند الإخبار بالمغيبات أن نؤمن بها كما جاء الكتاب أو الحديث الصحيح ، ثم نكل أمرها وشكلها إلى الله ، والله أعلم بذلك كله ، على أن العلم الحديث جعل موازين لكل شيء في الكون ، أفيكون كثيرا أن يضع الله ميزانا للأعمال والنوايا؟ وهو القادر على كل شيء.