عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٢) قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣) قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (٢٤) قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ (٢٥)
المفردات :
(فَوَسْوَسَ) الوسوسة : الصوت الخفى المكرر ، ومنه قيل لصوت الحلي : وسوسة ، والمراد هنا ما يجدونه من الخواطر التي تزين ما يضر. (ما وُورِيَ) : ما ستر وغطى. (مِنْ سَوْآتِهِما) السوءة : ما يسوء الإنسان ويؤلمه ، فإذا قيل : سوأة الإنسان كان المراد عورته لأنه يسوؤه ظهورها. (وَقاسَمَهُما) : أقسم لهما بجد ونشاط. (فَدَلَّاهُما) : حطهما عن منزلتهما من الجنة. (ذاقَا الشَّجَرَةَ) : أكلا منها. (وَطَفِقا) : أخذا وشرعا. (بِغُرُورٍ) الغرور : الخداع بالباطل. (يَخْصِفانِ) : يرقعان ويلزقان ورقة فوق ورقة.
المعنى :
قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ : يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ؛ وهل هي المعدة للجزاء يوم القيامة أم غيرها؟ الله أعلم بذلك ، وإن كان الظاهر أنها ليست دار الجزاء ، لأنها ليست دار تكليف ولا عصيان ، ولا يدخل فيها إبليس.
وخاطب آدم أولا لأنه الأصل في تلقى الوحى ، وتعاطى الأمور ، ثم خاطبهما معا لتساويهما في الأكل ، فكلا منها أكلا رغدا ، لا تعب فيه ولا مشقة ، أكلا كثيرا هنيئا. من أى مكان شئتما ، ومن أى ثمر أردتما ، ولا تقربا هذه الشجرة الخاصة (والله أعلم