أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩٥)
المفردات :
(الرَّجْفَةُ) : الحركة والاضطراب ، والمراد : الزلزلة والعذاب. (يَغْنَوْا) غنى بالمكان : أقام به. (آسى) الأسى : الحزن الشديد. (قَرْيَةٍ) : مدينة جامعة تجمع الزعماء كالعاصمة. (بِالْبَأْساءِ) : الشدة والمشقة من حرب أو فقر أو غيره. (الضَّرَّاءِ) : ما يضر الإنسان في بدنه أو معيشته. (يَضَّرَّعُونَ) : يظهرون الضراعة والخضوع. (عَفَوْا) : كثروا ونموا ، من قولهم : عفا النبات : إذا كثر.
المعنى :
وقال الملأ الذين كفروا ـ وهم عيون مدين وأشرافهم ـ قالوا للمستضعفين المؤمنين : تالله لئن اتبعتم شعيبا وآمنتم به إنكم إذا لخاسرون شرفكم حيث تركتم دين آبائكم إلى دين لم تعرفوه ولم تألفوه ، وخاسرون دنياكم حيث تركتم ما به ينمو مالكم ويزيد من التطفيف في الكيل ، وأكل أموال الناس.
ولقد كان وصفهم بالاستكبار أولا لمناسبة التهديد بالإخراج من الديار ، ووصفهم هنا بالكفر يناسب الضلال والصد عن سبيل الله ، أما جزاؤهم فأخذتهم الرجفة وعمتهم الصيحة ، وزلزلوا زلزالا شديدا ، حتى أصبحوا جثثا هامدة ، جاثمين في مكانهم لا حراك بهم.
وكان قوله تعالى : (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) بمعنى أنهم حرموا من ديارهم ، وأخرجوا من أوطانهم كأن لم يقيموا فيها : ردّا عليهم في قولهم : لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك.