وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٩) الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٢)
المفردات :
(سِقايَةَ) في اللغة : هي الموضع الذي يسقى فيه الحاج ، أو الإناء الذي يسقى به ؛ والمراد : ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء ، وكان يلي هذا ويشرف عليه العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام ... روى عن النعمان بن يشير ما معناه قال : كنت عند منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال رجل : ما أبالى ألا أعمل لله عملا بعد الإسلام إلا أن أسقى الحاج ، وقال آخر : بل عمارة المسجد الحرام ، وقال آخر : بل الجهاد في سبيل الله خير مما قلتم ، فزجرهم عمر ودخل يستفتى رسول الله فقرأ عليه هذه الآية (١) ، وبهذا الحديث يعلم أن الخطاب في الآية للمؤمنين ، وقيل : إن الخطاب فيها للمشركين ؛ وهي تكملة للآيتين السابقتين في بيان كون الحق في عمارة المسجد الحرام للمسلمين على كل حال ، وبيان أن الجهاد في سبيل الله مع الإيمان أعظم درجة عند الله.
المعنى :
أجعلتم أهل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيله في الفضيلة والدرجة؟ وهذا استفهام إنكارى لمن يدعى تشبيه هذا بذاك.
__________________
(١) أخرجه عبد الرزاق.