يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)
المفردات :
(عُزَيْرٌ) : هو عزرا الموجود في الكتب التي بأيديهم. (يُضاهِؤُنَ) : يشبهون. (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) : كيف يصرفون عن الحق إلى غيره؟ (أَحْبارَهُمْ) : جمع حبر ، وهو الذي يحسن القول وينظمه ويتقنه بحسن البيان عنه. (وَرُهْبانَهُمْ) : جمع راهب ، وأصله مأخوذ من الرهبة ، وهو الذي حمله خوف الله ـ تعالى ـ على أن يخلص له النية دون الناس ، ويجعل زمانه له ، وعمله معه ، وأنسه به. (أَرْباباً) : جمع رب ، وهو الخالق البارئ الذي يحل الحلال ويحرم الحرام.
هذا تقرير لما مر ، وتأكيد له ببيان أنهم لا يؤمنون بالله ، وعزير هذا هو عزرا الوارد في كتبهم التي أجمعت على أن أهل الكتاب مدينون لعزير هذا في كتابة كتبهم المقدسة وأنه هو الذي أملاها ، إذ ثابت أن التوراة التي كتبت في عهد موسى ضاعت قبل عهد سليمان ـ عليهالسلام ـ وأن عزيرا هذا هو الذي كتب التوراة وغيرها بعد السبي ، كتبها بإلهام من الله أو بوحي ، وهذا ما لا يسلمه لهم غيرهم ، بل كتب علماء أوروبا الأحرار يشكون في هذا وينفونه كما في دائرة المعارف البريطانية.
والخلاصة أن اليهود كانوا وما يزالون يقدسون عزيرا هذا حتى أن بعضهم أطلق عليه لقب (ابن الله) ويظهر ـ والله أعلم ـ أنه كان إطلاقا في أول الأمر للتكريم ثم صار حقيقة بعد دخول الفلسفة الوثنية الهندية عندهم.