ذكر ذلك منه عليهالسلام عن شفقة وتأسّف (١) لترتّب القتل ، وأنّه علت درجته وعظم قدره بقتله وكان كفارة لذلك أيضاً ؛ أمّا اعتقاد خلاف الحقّ فشيء ينفيه سياق هذه الروايات جميعاً.
وبالجملة : الّذي يظهر لي أنّه من أهل الجنّة كما قال السيّد أحمد بن طاوس (٢) ، انتهى. وهو في غاية الجودة.
والفاضل عبد النبي الجزائري بعد ذكره الحسنتين المذكورتين في تعق بل الصحيحتين ، مع اعترافه بأنّه يفهم منهما ومن أمثالهما مدح يعتدّ به وأنّه ورد في مدحه عدّة روايات ، قال : لكنّه معارض بتضعيف الشيخين مع تأخّره عن المدح المذكور فالظاهر عدم الاعتماد على ما أفادته (٣) ، انتهى.
ولا يخلو من جمود قريحة ، وكأنّه يريد بالشيخين النجاشي والعلاّمة إذ لم ينقل ضعفه عن غيرهما ، وكيف كان تضعيفهما معارض (٤) بتعديل الشيخ وابن طاوس مضافاً إلى ظهور ذلك من مجموع الروايات المروية في كش والكافي وغيرهما ، فتأمّل جدّاً ؛ على أنَّ قول العلاّمة بعد نقل كلام الشيخ فيه : وهذا يقتضي وصفه بالعدالة ، يشير إلى تردّده في أمره وعدم جزمه.
ومولانا عناية الله بعد ذكر شهادة ابن طاوس فيه بأنّه من أهل الجنّة وما ذكره الشيخ في الغيبة (٥) ونقل الحسنتين المذكورتين عن الكافي وما ذكرناه عن كش قال : لا يخفى بعد النظر في هذه الأحاديث الصحيحة والمعتبرة والموثّقة والحسنة الدالة على ما دلّت عليه أنّ المعلّى هذا
__________________
(١) في نسخة « ش » : وعن تأسّف.
(٢) الوسيط : ٢٤٩.
(٣) حاوي الأقوال : ٣٣٣ / ٢٠٦٢.
(٤) في نسخة « ش » زيادة : بمدح.
(٥) الغيبة : ٣٤٧.