إنّ السبب لهذا النوع من التأويل هو تطبيق الرواية على فتوى الجمهور وإلاّ فالروايات صريحة في أنّ هذا الجمع كان بلا عذر ولو استقرأت نصوص الروايات التي نقلناها عن ابن عباس وغيره لوقفت على أنّ الجمع لم يكن لعذر بل كان لأجل رفع الحرج عن الأمة.
ففي بعضها : في غير خوف ولا سفر ( لاحظ الرواية رقم ١ ، ٢ ، ١٥ ، ١٦ ، ١٨ ، و ٢٣ ).
وفي بعض آخر : في غير خوف ولا مطر ( لاحظ الرواية رقم ٣ ، ٤ ، ١١ ، ١٢ و ١٩ ).
وفي بعضها : في غير سفر ولا مطر ( لاحظ الرواية ٢٢ ).
وفي بعضها : من غير خوف ولا علة ( لاحظ الرواية ٢٦ ).
وفي بعضها : من غير مرض ولا علة ( لاحظ الرواية ٢٨ ).
أضف إلى ذلك التعليل الوارد في الروايات الذي يرد هذا الاحتمال بوضوح ، وإليك نصها :
فقد علّل في بعض الروايات بقوله : ( أراد ان لا يحرج أحدا من أمّته ) ( لاحظ الرواية رقم ٢ و ٣ و ١١ و ١٢ و ٢٣ ).
وفي بعض آخر : لئلا يكون على أمته حرج ( لاحظ الرواية ١٩ ).
وفي بعض آخر : أراه للتوسعة على أمّته ( لاحظ الرواية ٢٢ ).
وفي بعض آخر : لأن لا يحرج أمّته ان جمع رجل ( لاحظ الرواية ٢٥ ).
وفي بعض آخر : لئلا تحرج أمّتي ( لاحظ الرواية ٣٠ ).
فالناظر في هذه الروايات يذعن بأنّ الجمع لم يكن لعذر المطر والسفر والخوف ولا لعلة أخرى وانّ الصادق بالحق جمع بين الصلاتين في المدينة ـ بلا أيّ