الشوكاني في « نيل الأوطار ». (١)
والذي يزيد في الطين بلّة ، انّ الدارقطني تارة نقله عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة ، وأخرى عن عبد الرحمن عن عائشة. (٢)
ونقل البيهقي عن أبي بكر النيسابوري انّه من قال عن أبيه في هذا الحديث فقد أخطأ. (٣)
هذا كلّه حول السند.
وأمّا المضمون فيلاحظ عليه أوّلا : أنّه جاء في حديث عائشة أنّها قالت : خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في عمرة رمضان إلخ ، وهذا ما يخالف التأريخ القطعي في سيرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد جاء في السيرة الحلبية : « لا خلاف انّ عمرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تزد على أربع ، أي كلّهن في ذي القعدة مخالفا للمشركين ، فإنّهم كانوا يكرهون العمرة في أشهر الحج ويقولون هي من أفجر الفجور. وأوّل تلك الأربعة عمرة الحديبية التي كانت في ذي القعدة التي صدّه فيها المشركون عن البيت.
وثانيها : عمرته من العام المقبل وهي عمرة القضاء وكانت في ذي القعدة.
وثالثها : عمرته صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قسم غنائم حنين وكانت من الجعرّانة وكانت في ذي القعدة.
ورابعها : عمرته صلىاللهعليهوآلهوسلم مع حجة الوداع فإنّه أحرم لخمس بقين من ذي القعدة ، وقد قالت عائشة : اعتمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثا سوى التي قرنها بحجة الوداع. (٤)
وعلى هذا فكيف يمكن الأخذ بمضمون الحديث مع أنّه لم يكن للنبي مع
__________________
١. نيل الأوطار : ٣ / ٢٠٢.
٢. سنن الدارقطني : ٢ / ١٨٨ برقم ٣٩ و ٤٠.
٣. السنن الكبرى : ٣ / ١٤٢.
٤. السيرة الحلبية : ٣ / ٣٤٠ ـ ٣٤١.