زوجته أيّة عمرة في شهر رمضان؟!
قال في « البدر المنير » : إنّ في متن هذا الحديث نكارة ، وهو كون عائشة خرجت معه في عمرة رمضان ، والمشهور انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يعتمر إلاّ أربع عمر ليس منهنّ شيء في رمضان بل كلّهن في ذي القعدة إلاّ التي مع حَجّته ، فكان إحرامها في ذي القعدة وفعلها في ذي الحجة ، وهذا هو المعروف في الصحيحين وغيرهما. (١)
وثانيا : أنّه كيف أتمّت عائشة وصامت مع أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه قصّروا وأفطروا ولم يكن عملها عمل يوم واحد ، بل كانت على ما يروى عبر الأيام من المدينة المنورة إلى مكة المشرفة ، وكانت القوافل تقطع المسافة بين البلدين في حوالي عشرة أيام ، فهل يعقل أن تخالف أمّ المؤمنين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة وهي بمرأى ومسمع من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وغيره؟!
ولذلك قال ابن تيمية : هذا حديث كذب على عائشة ، ولم تكن عائشة تصلّي بخلاف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسائر الصحابة ، وهي تشاهدهم يقصرون ثمّ تتم هي وحدها بلا موجب.
كيف وهي القائلة : فرضت الصلاة ركعتين فزيدت في صلاة الحضر وأقرّت صلاة السفر؟! فكيف يظن بها انّها تزيد على فرض الله وتخالف رسول الله وأصحابه؟!! (٢)
٣. أخرج الدارقطني عن محمد بن منصور بن أبي الجهم ، حدّثنا نصر بن علي ، حدّثنا عبد الله بن داود ، عن المغيرة بن زياد الموصلي ، عن عطاء ، عن عائشة : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يتم الصلاة في السفر ويقصر.
__________________
١. نيل الأوطار : ٣ / ٢٠٢ ، نقلا عن البدر المنير.
٢. زاد المعاد : ١ / ١٦١ ونقله أيضا الشوكاني في نيل الأوطار : ٣ / ٢٠٣.