١. روى الشيخ الطوسي في التهذيب عن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد؟ قال : « لمّا قدم أمير المؤمنين عليهالسلام الكوفة أمر الحسن بن علي عليهماالسلام أن ينادي في الناس : « لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة » ، فنادى في الناس الحسن بن علي عليهماالسلام بما أمره به أمير المؤمنين عليهالسلام ، فلمّا سمع الناس مقالة الحسن بن علي صاحوا : وا عمراه ، وا عمراه ، فلمّا رجع الحسن إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال له : ما هذا الصوت؟ فقال : يا أمير المؤمنين : الناس يصيحون : وا عمراه ، وا عمراه ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : قل لهم صلّوا ».
قال الشيخ الطوسي : إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لما أنكر ، أنكر الاجتماع ولم ينكر نفس الصلاة ، فلمّا رأى أنّ الأمر يفسد عليه ويفتتن الناس ، أجاز وأمرهم بالصلاة على عادتهم. (١)
٢. أخرج الكليني عن زرارة ومحمد بن مسلم والفضيل سألوا أبا جعفر الباقر عليهالسلام وأبا عبد الله الصادق عليهالسلام عن الصلاة في شهر رمضان نافلة بالليل جماعة؟ فقالا : « إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا صلّى العشاء الآخرة انصرف إلى منزله ثمّ يخرج من آخر الليل إلى المسجد فيقوم فيصلّي ، فخرج في أوّل ليلة من شهر رمضان ليصلّي كما كان يصلّي ، فاصطف الناس خلفه فهرب منهم إلى بيته وتركهم ، ففعلوا ذلك ثلاث ليال ، فقام صلىاللهعليهوآلهوسلم في اليوم الرابع على منبره ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس إنّ الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة في جماعة بدعة ، وصلاة الضحى بدعة ، ألا فلا تجتمعوا ليلا في شهر رمضان لصلاة الليل ولا تصلّوا صلاة الضحى ، فإنّ تلك معصية ألا فإنّ كل بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار. ثمّ نزل وهو يقول : قليل في سنّة ، خير من كثير في بدعة ». (٢)
__________________
١. التهذيب : ٣ ، باب فضل شهر رمضان ، الحديث ٣٠.
٢. الكافي : ٤ / ١٥٤.