٦
صلاة التراويح جماعة في حديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
سيوافيك في الفصل التالي انّ ظاهر الروايات وكلام الخليفة عمر بن الخطاب وما حوله من كلمات الشرّاح انّ إقامة نوافل رمضان جماعة تستمد مشروعيتها من عمل الخليفة لا من عمل النبي ، لكن هناك من يقول بأنّ إقامتها جماعة تستمدّ مشروعيتها من إقامة المسلمين لها وراء النبي في بعض ليالي شهر رمضان وإن كان لا يتجاوز عن ليلة أو ثلاث ليال.
أقول : إنّ النصوص الدالّة على ذلك مختلفة وفيها شذوذ نشير إليها تباعا.
١. إقامتها ليلة واحدة
أخرج مسلم عن زيد بن ثابت قال : احتجر رسول الله حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي فيها ، قال : فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلّون بصلاته ، قال : ثمّ جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنهم ، قال : فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب ، فخرج إليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مغضبا ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما زال بكم صنيعكم حتّى ظننت انّه سيكتب عليكم ، فعليكم بالصلاة في بيوتكم ، فان خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة. (١)
__________________
١. صحيح مسلم : ٢ / ١٨٨ ، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد.