قال الطبري « ٧ / ٣٧٥ » : « وفيها « سنة ٢٤١ » ضُرِب عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم ، صاحب خان عاصم ببغداد ضرب فيما قيل ألف سوط . وكان السبب في ذلك أنه شهد عند أبي حسان الزيادي قاضي الشرقية عليه ، أنه شتم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة ، وسبعة عشر رجلاً ، شهاداتهم فيما ذكر مختلفة من هذا النحو ، فكتب بذلك صاحب بريد بغداد إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، فأنهى عبيد الله ذلك إلى المتوكل ، فأمر المتوكل أن يكتب إلى محمد بن عبد الله بن طاهر يأمره بضرب عيسى هذا بالسياط ، فإذا مات رمى به في دجلة ، ولم تدفع جيفته إلى أهله ! فكتب عبيد الله إلى الحسن بن عثمان جواب كتابه إليه في عيسى :
بسم الله الرحمن الرحيم ، أبقاك الله
وحفظك ، وأتم نعمته عليك . وصل كتابك في الرجل المسمى عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم صاحب الخانات ، وما شهد به الشهود عليه من شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعنهم وإكفارهم ورميهم بالكبائر ، ونسبتهم إلى النفاق وغير ذلك ، مما خرج به إلى المعاندة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم . وتثبتك في أمر أولئك الشهود ، وما شهدوا به ، وما صح عندك من عدالة من عُدِّل منهم ، ووضح لك من الأمر فيما شهدوا به ، وشرحك ذلك في رقعة درج كتابك ، فعرضت على أمير المؤمنين أعزه الله ذلك ، فأمر بالكتاب إلى أبي العباس محمد بن عبد الله بن طاهر مولى أمير المؤمنين أبقاه الله ، بما قد نفذ إليه مما يشبه ما عنده أبقاه الله من نصرة
دين الله وإحياء سنته ، والإنتقام ممن ألحد فيه ، وأن يضرب الرجل حداً في مجمع الناس