روى في تاريخ بغداد « ١٢ / ٥٦ » : « قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق والفقهاء بحضرته : مَن حَلَقَ رأسَ آدم حين حجَّ ؟ فتعايى القوم عن الجواب فقال الواثق : أنا أحضركم من ينبؤكم بالخبر ! فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فأحضر فقال : يا أبا الحسن ، مَن حلق رأس آدم ؟ فقال : سألتك بالله يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني . قال : أقسمت عليك لتقولن . قال : أما إذا أبيت فإن أبي حدثني عن جدي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة ، فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حرماً » .
وكان هذا السؤال مطروحاً قبل الواثق ، وعجز علماء السلطة عن جوابه ، ففي تاريخ بغداد « ١٣ / ١٦٧ » : « قال مقاتل بن سليمان بمكة : سلوني ما دون العرش ! فقام قيس القيَّاس فقال : من حلق رأس آدم في حجته ؟ فبقي ! » .
والظاهر أن هذه القصة كانت في موسم الحج ، في مكة أو المدينة ، لأن الإمام الهادي عليهالسلام لم يذهب الى سامراء في زمن الواثق . وقد حج الواثق مرة واحدة قبل وفاته سنة ٢٣١ ، ومعناه أن الإمام الهادي عليهالسلام كان يومها في سن العشرين .
قال ابن تغري في مورد اللطافة « ١ / ١٥٣ » : « وحج الواثق مرة ، ففرق بالحرمين أموالاً عظيمة ، حتى لم يبق بالحرمين فقير » . واليعقوبي : ٢ / ٤٨٣ .