وقال في سيره « ٩ / ٤٤٨ » : « وبويع المنتصر من الغد بالقصر الجعفري يوم خامس شوال سنة سبع وأربعين ومائتين ، وقيل : لم يصح عنه النصب ، وقد بكى من وعظ علي بن محمد العسكري العلوي ، وأعطاه أربعة آلاف دينار ، فالله أعلم » .
فما زال مع مدحه يحكم بأنه ناصبي ، ويذكر نفي نصبه بقيلَ ، ولا يقبله .
وقال في تاريخه « ١٨ / ١٩٩ » : « ورد أن بعضهم رآه في النوم فقال له : ما فعل الله بك قال : غفر لي بقليل من السنة أحييتها . وقد كان المتوكل منهمكاً في اللذات والشرب ، فلعله رُحم بالسنة ولم يَصح عنه النصب » .
فهو يقول : قيل إن المتوكل نجا في الآخرة حسب هذا المنام ، فإن صح ذلك فربما كانت نصرته للسنة توجب غفران انهماكه في الشهوات .
ثم يقول : أما قضية نُصبه فلا تغفر بذلك ، فإن صح هذا المنام وكان حجة ، فلعل أخبار نصبه الثابتة لم تكن صحيحة . فهو احتمال مطلق في مقابل اليقين !
فاعجب لمن يتشبثون باحتمال في مقابل يقين ، وبمنام رؤيَ في مقابل حق مبين !
* *