حتى تركه . وكان له أرزاق فوفرها عليه موسى . قال أبو بكر الخطيب عقيبه : إنما أمر المتوكل بضربه ، لأنه ظنه رافضياً . قلت : والمتوكل سني لكن فيه نصب ، وما في رواة الخبر إلا ثقةٌ ما خلا علي بن جعفر ، فلعله لم يضبط لفظ الحديث ، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم من حبه وبث فضيلة الحسنين ليجعل كل من أحبهما في درجته في الجنة ، فلعله قال : فهو معي في الجنة . وقد تواتر قوله عليهالسلام : المرء مع من أحب . ونصرُ بن علي ، فمن أئمة السنة الأثبات » .
لاحظ أن الذهبي صحح الحديث ، لكن مع تخفيف بعض ألفاظه ، وحكم بنُصب المتوكل في عدة موارد ونصوص !
وقال الذهبي في تاريخه : ١٧ / ١٨ : « أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وهدم ما حوله من الدور ، وأن تعمل مزارع . ومنع الناس من زيارته وحُرث وبقي صحراء ! وكان معروفاً بالنصب ، فتألم المسلمون لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء ، دعبل وغيره » .
وفي سير أعلام النبلاء : ١٢ / ٣٥ : « وعفَّى قبر الشهيد الحسين وما حوله من الدور ، فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره » .
أما قوله : ولم يصح عنه النصب ، الذي حاول هذا الوهابي أن يتشبث به ، فجاء في سيره « ١٢ / ٤١ » : « وقيل : لم يصح عنه النصب ، وقد بكى من وعظ علي بن محمد العسكري العلوي ، وأعطاه أربعة آلاف دينار . فالله أعلم » .