وقد تبناه الحنابلة ، وقال عنه المزي في تهذيب الكمال « ١ / ٤٤٣ » : « وهكذا قال أبو نصر بن ماكولا ، إلا أنه زاد بعد مازن : ابن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة . وقال الحافظ أبوبكر الخطيب : قول عباس الدوري وأبي بكر بن أبي داود أن أحمد من بني ذهل بن شيبان غلط ، إنما كان من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة ، وذهل بن ثعلبة هذا هو عم ذهل بن شيبان .. وهذا هو ذهل المسن الذي منه دغفل ابن حنظلة ، والقعقاع بن شور .. فينبغي أن يقال : أحمد بن حنبل الذهلي » .
ومع أنه لم يشهد بهذا النسب أحدٌ من خبراء الأنساب ، فقد اعتبره الحنابلة صحيحاً ، وافتخروا بأن إمامهم عربي ، في محيط يفتخر بالعرب ويحتقر الموالي !
أما قولهم إن حنبلاً كان من أبناء الدعوة العباسية ، فقد أخذوه من كلام أحمد المتقدم الذي استعطف به المعتصم ، كما في كتاب : الإنباء في تاريخ الخلفاء « ١ / ١٠٥ » لابن العمراني قال : « ثم قال في أثناء كلامه : يا أمير المؤمنين إن لآبائي سبقاً في هذه الدعوة فليسعني ما وسع أصحاب رسول الله من السكوت والرضا من جميعهم » .
وهو يقصد أبا داود خالد بن إبراهيم الذهلي الذي كان نقيباً ، وهو من فرع آخر ، وليس من أجداد أحمد ، وإن افتخر به حنبل .
كان جده حنبل مجنداً مشاغباً
قالوا إن جده حنبلاً كان مجنداً في بخارى ، وكان مشاغباً فأدبه قائده . وقالوا إنه صار والي سرخس ، ولم أجد مؤشراً على صحة هذا القول ، فلو ترقى وصار والياً على محافظة مهمة في خراسان كسرخس ، فلماذا كان ابنه محمد في مَرْو فقيراً ؟