أقول : كان كلام ابن حنبل في تفضيل علي وأهل البيت عليهمالسلام وفي ذم معاوية ويزيد وبني أمية ، قبل أن يؤسس المتوكل حزب أهل الحديث والأثر ، ويجعله إماماً لهم ، ويتبنى بغض علي عليهالسلام وحب معاوية وأحاديث التشبيه والرؤية !
أما بعد ذلك ، فصار مذهب ابن حنبل مدح بني أمية ، وبغض عليٍّ لكن قليلاً ، وانتبه أن لا تبغضه كثيراً فتخرج عن السنة !
روى البياضي في الصراط المستقيم « ٣ / ٢٢٤ » : « قال أحمد : لا يكون الرجل سنياً حتى يبغض علياً قليلاً » . وفي علل الشرائع « ٢ / ٤٦٨ » : « سمعت علي بن خشرم يقول كنت في مجلس أحمد بن حنبل فجرى ذكر علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : لايكون الرجل سنياً حتى يبغض علياً قليلاً ! قال علي بن خشرم : فقلت لا يكون الرجل سنياً حتى يحبه كثيراً . وفي غير هذه الحكاية قال علي بن خشرم : فضربوني وطردوني » !
من غلو الحنابلة ومبالغاتهم في إمامهم وأنفسهم
في
تاريخ بغداد « ٥ / ١٨٦ » :
« حدثنا سلمة بن شبيب قال : كنا عند أحمد بن حنبل فجاءه رجل فدق الباب ، وكنا قد دخلنا عليه خفياً ، فظننا أنه قد غَمز بنا ، فدق ثانية وثالثة ، فقال أحمد : أدخل . قال : فدخل فسلم وقال : أيكم أحمد ؟ فأشار بعضنا إليه ، قال : جئت إلى البحر من مسيرة أربع مائة فرسخ ، أتاني آتٍ في منامي فقال : إئت أحمد بن حنبل وسل عنه فإنك تُدل عليه ، وقل له : إن الله