عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره ، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين ، فقلت : إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث ! فسمعته من القبر وهو يقول : لا ، بل هذا من هيبة الحق عز وجل لأنه عز وجل قد زارني ! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل : يا أحمد ، لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب . فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت : يا سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك ؟ فقال لي : يا بني ، ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله ! لأن معي شعرات من شعره ! ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان . قال ذلك مرتين » !
قال ابن عربي في الفتوحات « ١ / ٢٤٧ » : « رُوِيَ عن الإمام أحمد بن حنبل ، المتبع ، المقتدي ، سيد وقته ، في تركه أكل البطيخ ، لأنه ما ثبت عنده كيف كان يأكله رسول الله صلىاللهعليهوآله ! فدل ذلك على قوة اتباعه كيفيات أحوال الرسول صلىاللهعليهوآله في حركاته وسكناته ، وجميع أفعاله وأحواله . وإنما عرف هذا منه ، لأنه كان في مقام الوراثة في التبليغ والإرشاد ، بالقول والعمل والحال ، لأن ذلك أمكن في نفس السامع فهو « أي ابن حنبل » وأمثاله ، حفاظ الشريعة على هذه الأمة » .
وقال
في الفتوحات « ٤ / ٤٥٧ » :
« ولقد بلغني عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه ما أكل البطيخ ، فقيل له في ذلك فقال : ما بلغني كيف كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يأكله ! فلما لم تبلغ إليه الكيفية في ذلك تركه . وبمثل هذا تقدم علماء هذه