وأما قوله عليهالسلام : فتعاطى السائل ما ليس له ، فقد يشكل عليه بأنه كيف يصح المنع من السؤال ، وتقسيم المسائل الى ما ينبغي طرحه وما لاينبغي .
والجواب : لأنه لايصح السؤال إلا إذا كان واضحاً محدداً ، وهذا في مسألتنا يتوقف على فهم السائل لمعنى القرآن ومعنى الخلق ، وإلا فلا يحق له السؤال .
والسائل في نظر الإمام عليهالسلام لايفقه معنى القرآن ، وأنواع وجوده ، قبل نزوله الى جبرئيل ، ثم نزول جبرئيل به الى الرسول صلىاللهعليهوآله ثم عندنا ، الى أن يتجسد بصورة إنسان في يوم القيامة !
أما معنى الخلق فالسائل أشد جهلاً به ، فهو أنواع ، ونحن لا نعرف كيفية خلق المطر وتكوين ذرَّاته الأولى مع أنه يتم أمام أعيننا . ولا كيفية خلق أنفسنا من عدم ولا كيفية تسويتها بعد ذلك ولا القوى التي سواها الله بها ، وأقسم بها !
وما دام السائل لايفقه جوهر سؤاله ولا مغزاه ، فهو يتعاطى أمراً لايفقهه ، ولا يعرف لغته التي تستعمل فيه ، فيفرض ألفاظه على الموضوع ، كالذي يسأل عن مسألة رياضية معقدة بألفاظ عامية ، لا تصلح للتعبير عنها .
قال
الشريف المرتضى في رسائله «
١ / ١٥٢ »
: « وسأل أحسن الله توفيقه عن القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق ؟ الجواب ، وبالله التوفيق : إن القرآن مُحدثٌ لا محالة
، وأمارات الحدث في الكلام أبين وأظهر منها في الأجسام وكثير من الأعراض ، لأن الكلام يعلم تجدده بالإدراك ، ونقيضه بفقد الادراك ، والمتجدد لا يكون إلا محدثاً ، والنقيض لا يكون قديماً ، وما ليس بقديم وهو موجود محدث ، فكيف لا