فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ .
أشهد يا أمير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمنَ بالرسول الأمين ، وأن العادلَ بك غيرَك عادلٌ عن الدين القويم ، الذي ارتضاه لنا رب العالمين ، فأكمله بولايتك يوم الغدير .
وأشهد أنك المعنيُّ بقول العزيز الرحيم : وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
ضلَّ والله وأضلَّ من اتبع سواك ، وعَنَدَ عن الحق من عاداك .
اللهم سمعنا لأمرك ، وأطعنا واتبعنا صراطك المستقيم ، فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد الهدى عن طاعتك ، واجعلنا من الشاكرين لأنعمك .
وأشهد أنك لم تزل للهوى مخالفاً ، وللتُّقَى مُحَالفاً ، وعلى كظْم الغيظ قادراً ، وعن الناس عافياً ، وإذا عُصِيَ الله ساخطاً ، وإذا أطيع الله راضياً ، وبما عهد الله إليك عاملاً ، راعياً ما استحفظتَ ، حافظاً ما استودعتَ ، مبلغاً ما حُمِلّت َ ، منتظراً ما وُعِدت .
وأشهد أنك ما اتقيتَ ضارعاً ، ولا أمسكتَ عن حقك جازعاً ، ولا أحجمتَ عن مجاهدة عاصيك ناكلاً ، ولا أظهرتَ الرضا بخلاف ما يُرضي اللهَ مُداهناً ، ولا وَهَنْتَ لما أصابك في سبيل الله ، ولا ضعفتَ ولا استكنتَ عن طلب حقك مراقباً .
معاذ الله أن تكون كذلك ، بل إذْ ظُلِمْتَ فاحتسبتَ ربك ، وفوضتَ إليه أمرك ، وذَكَّرْتَ فما ذكروا ، وَوَعَظْتَ فما اتَّعظوا ، وخوفتهم الله فما خافوا .