٣. بَلَّغ النبي صلىاللهعليهوآله أمته أن الله تعالى أعطى الأئمة من عترته عليهمالسلام السر من بعده وأمر أمته أن تحبهم معه ، لكن قريشاً عملت ضد العترة ، لأن خلافة النبي برأيها يجب أن تكون لبطون قريش ، وليس لعترة النبي صلىاللهعليهوآله .
واتهمت قريش أنصار العترة النبوية بأنهم يغالون في النبي صلىاللهعليهوآله وفيهم ، ويدَّعون أنهم يعلمون الغيب ، وكانو يسمونهم : عُبَّاد محمد صلىاللهعليهوآله !
وقد قال لهم أبو بكر في المدينة وسهيل بن عمرو في مكة ، بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله : « من كان يعبد محمداً ، فإن محمداً قد مات » . « مسند أحمد « ٦ / ٢٢٠ » .
٤. يتصور البعض أن المشكلة في قضية أهل البيت عليهمالسلام هي الغلو ، لكن الغلو محصور في حفنة ألَّهوا أهل البيت والعياذ بالله ، وقد حسم الأئمة عليهمالسلام الموقف منهم ، وكَفَّرُوا كل من ألَّه مخلوقاً ، أو أشركه مع الله تعالى .
بل المشكلة تقصير المسلمين في حق أهل البيت عليهمالسلام ، وإعراضهم عنهم ورفعهم مخالفيهم وظالميهم مقابلهم ! وقد حاربت قريش بعد النبي صلىاللهعليهوآله من أحبهم وكأنه ارتكب جريمة ، ووصفوه بالضلال والغلو ، والكفر ! كما قال الكميت رحمهالله :
وطائفةٌ قد كَفَّرَتْنِي بِحُبِّكُمْ |
|
وطائفةٌ قالوا مسئٌ ومذنبُ |
فما ساءني تكفيرُ هاتيكَ منهمُ |
|
ولا عيبُ هاتيكَ التي هيَ أعْيَبُ |
يعيبونني من خِبِّهم وضلالهمْ |
|
على حبكم بل يسخرون وأعجب |
وقالوا ترابيٌّ هواهُ ورأيهُ |
|
بذلك أدعى فيهم وألقب |
فلا زلت منهم حيث يتهمونني |
|
ولا زلت في أشياعكم أتقلب |
وأحمل أحقاد الأقارب فيكم |
|
ويُنْصَبُ لي في الأبعدين فأنصب |