٤. ثم غدر المتوكل بوصيف ، فقلص صلاحياته وكتب فرامين بمصادرة أمواله في البلاد . قال الذهبي في سير أعلام النبلاء « ١٢ / ٣٨ » : « وانحرفت الأتراك على المتوكل لمصادرته وصيفاً وبغا ، حتى اغتالوه » .
وقال ابن تغري في مورد اللطافة « ١ / ١٥٧ » : « وكان المتوكل بايع ولده المنتصر محمداً . ثم إنه أراد أن يعزله ويولي ولده المعتز لمحبته لأمه قبيحة ، فسأل المتوكل ولده المنتصر أن ينزل عن العهد لأخيه المعتز فأبى ، فغضب المتوكل عليه ، وصار يحضره المجالس العامة ويحط منزلته ، ويتهدده ويشتمه ويتوعده .
ثم اتفق أن الترك انحرفوا عن المتوكل لكونه صادر وصيف التركي وبغا ، فاتفق الأتراك حينئذ مع المنتصر على قتل أبيه المتوكل » .
٥. قال الذهبي في سيره « ١٢ / ٣٩ » : « وسكر المتوكل سكراً شديداً ، ومضى من الليل إذ أقبل باغر في عشرة متلثمين تبرق أسيافهم ، فهجموا علينا ، وقصدوا المتوكل ، وصعد باغر وآخر إلى السرير فصاح الفتح : ويلكم مولاكم . وتهارب الغلمان والجلساء والندماء ، وبقي الفتح ، فما رأيت أحداً أقوى نفساً منه بقي يمانعهم ، فسمعت صيحة المتوكل إذ ضربه باغر بالسيف المذكور على عاتقه ، فقده إلى خاصرته وبعج آخر الفتح بسيفه ، فأخرجه من ظهره ، وهو صابر لايزول ، ثم طرح نفسه على المتوكل فماتا ، فَلُفَّا في بساط ثم دفنا معاً .
وكان بغا الصغير استوحش من المتوكل لكلام ، وكان المنتصر يتألف الأتراك ، لا سيما من يُبعده أبوه » .